الأكثر مشاهدة

تحقيقات الفرقة الوطنية تطوق جماعة الدروة بشبهات اختلالات في صفقات النخيل

توسعت دائرة الأبحاث القضائية بشكل لافت بمدينة الدروة، بعدما دخلت الفرقة الوطنية للشرطة القضائية على خط اختلالات مالية جسيمة، طالت صفقات جماعية تتعلق باقتناء النخيل وصيانة المساحات الخضراء. وأفادت معطيات حصرية أن عناصر الفرقة رفعت من وتيرة تحرياتها، مستمعة إلى عدد من الموظفين الجماعيين ومسؤولين بشركة مكلفة بتهيئة المساحات الخضراء، في إطار التحقيق في فضيحة مالية تتعلق بتلف كميات كبيرة من النخيل المزروع على امتداد الطريق الوطنية رقم 9.

وحسب ما أفادت به “هسبريس“، فإن هذه التحركات الأمنية جاءت عقب شكاية عاجلة وجهها مجلس المجتمع المدني لتتبع الشأن المحلي بالدروة إلى رئاسة النيابة العامة، التي أحالت بدورها الملف على الوكيل العام للملك لدى محكمة الاستئناف بالدار البيضاء، حيث أمر هذا الأخير بفتح تحقيقات معمقة حول الموضوع.

ذات المصادر كشفت أن التحقيقات ترتكز على حالة 35 نخلة تعرضت للتلف في فترة زمنية قصيرة،.. منتشرة بين ثمانية مدارات طرقية رئيسية، تبدأ من تجزئة رابحة الواقعة ضمن نفوذ الملحقة الإدارية “جنان الدروة”،.. وصولا إلى المدار الطرقي المجاور للغابة الحضرية التابعة للملحقة الإدارية الثانية. وهو ما فتح الشكوك حول مدى احترام الشركة المعنية بالتزاماتها التعاقدية،.. خاصة فيما يتعلق بعمليات الصيانة المنصوص عليها في دفتر التحملات.

- Ad -

تطورات القضية أخذت أبعادا إضافية بعدما جرى تداول شريط فيديو بمواقع التواصل الاجتماعي،.. يوثق تدخل شاحنة صهريجية تابعة للجماعة لسقي المساحات الخضراء،.. ما فجر موجة استنكار واسعة وأثار التساؤلات بشأن إخلال الشركة المدبرة بواجباتها التعاقدية. كما لم تفلح التساقطات المطرية الأخيرة في تحسين وضعية النخيل،.. حيث سقطت بعض الأشجار على الطريق الوطنية، القريبة من مطار محمد الخامس الدولي،.. الذي يشكل أحد المرافق المبرمجة لدعم احتضان المغرب لمونديال 2030.

الفرقة الوطنية تطلب وثائق صفقة النخيل للتحقق من مطابقتها للمعايير

في سياق مواز،.. طلبت الفرقة الوطنية من المصالح الجماعية بجماعة الدروة تزويدها بكافة الوثائق والمستندات المتعلقة بصفقة النخيل،.. بغرض التأكد من مدى مطابقة الأشجار المقتناة للمواصفات التقنية الواردة في دفتر التحملات،.. فضلا عن التدقيق في محضر الاستلام الخاص بالصفقة.

جدير بالذكر أن هذه التطورات تأتي بالتزامن مع افتحاص ميداني تباشره لجن تابعة للمجلس الجهوي للحسابات داخل جماعة الدروة. حيث سجل المفتشون ملاحظات أولية تشير إلى وجود اختلالات خطيرة على مستوى تدبير الموارد البشرية،.. أبرزها تعيين مساعدين تقنيين من السلم السادس والثامن في مناصب رؤساء مصالح كبرى مثل تدبير الممتلكات والرخص التجارية وحظيرة السيارات والنظافة، في غياب تفعيل هيكلة إدارية واضحة.

المعطيات نفسها أكدت أن جماعة الدروة كانت قد دخلت في دوامة من الجدل عقب تقديم شكاية ضدها تتهمها بالتورط في اختلاسات مالية خلال احتفالات عيد العرش الأخيرة، وهي القضية التي فجرت ملفات أخرى تتعلق بتسيير الصفقات العمومية وصيانة الفضاءات الخضراء.

مقالات ذات صلة