طرأ تغير مفاجئ على سوق اللحوم الحمراء بجهة الدار البيضاء سطات خلال الأيام الماضية، وذلك بعد القرار الملكي بإلغاء شعيرة عيد الأضحى لسنة 2025، في خطوة استثنائية دفعت السوق إلى إعادة التوازن بين العرض والطلب، وخلفت تداعيات سريعة على الأسعار.
عدد من الجزارين وأرباب المجازر بمدينة الدار البيضاء لم يخفوا اندهاشهم من السرعة التي تأثرت بها السوق بعد صدور القرار، حيث تراجعت الأسعار بنسبة تتراوح ما بين 40 إلى 50 في المائة، ما وصفوه بـ”الهبوط غير المسبوق” في ظرف زمني قصير، خلافا لما اعتاد عليه المهنيون في مثل هذه الفترة التي تعد عادة من أكثر المواسم نشاطا.
هشام الجوابري، الكاتب الجهوي لتجار اللحوم الحمراء بالجملة بجهة الدار البيضاء سطات، أوضح أن تأثير القرار الملكي كان مباشرا وواسع النطاق، خاصة في منطقة البيضاء التي تعتبر من بين أكبر المراكز الوطنية في مجال توزيع اللحوم خلال عيد الأضحى.
وأكد الجوابري أن الأغنام التي كانت تباع بالجملة بما بين 120 و130 درهما للكيلوغرام، أصبحت تعرض الآن بـ60 إلى 70 درهما فقط، مرجعا هذا الانهيار إلى وفرة العرض في غياب الطلب المعهود.
تغيرات أخرى طرأت داخل المجازر الحضرية، يضيف المتحدث، إذ انتقلت النسبة الكبرى من الذبح من الأغنام المستوردة إلى الأغنام المحلية، في تحول نوعي قد يرسم معالم جديدة لتوزيع اللحوم بالمغرب. فبعدما كانت الأغنام المستوردة تمثل 95 في المائة من الذبائح، ارتفعت نسبة الذبح المحلي لتفوق 50 في المائة حاليا.
إقرأ أيضا: ملف اللحوم الحمراء يفجر الجدل تحت قبة البرلمان
ويتوقع المهنيون استمرار وفرة المعروض خلال الأسابيع المقبلة، مما يرجح أن تستقر الأسعار في مستويات منخفضة، وهو ما من شأنه أن يخفف الضغط عن الأسر التي واجهت موجات غلاء متتالية في الشهور الأخيرة.
من جهته، دعا الجوابري المواطنين إلى عدم التخوف أو التهافت على الشراء أو التخزين، مؤكدا أن الوضع تحت السيطرة، وأن الإمدادات كافية لتلبية الطلب، كما أن وتيرة العمل داخل المجازر الحضرية ستستمر بشكل طبيعي دون اضطراب.