الأكثر مشاهدة

ترجمة كلام الحيوانات: حلم يتحقق بفضل التكنولوجيا الحديثة

لقد بات حلم فهم كلام الحيوانات أقرب إلى الواقع بفضل التقدم التكنولوجي. بعد سنوات من التجارب على القرود باستخدام لغة الإشارة والتواصل مع الدلافين، يشهد العالم اليوم جيلا جديدا من “المترجمين” يتمثل في الخوارزميات التي تدرس لغة “إنسان الغاب” المعقدة.

القرد الذي تطلق عليه الاوساط العلمية، “إنسان الغاب”، المعروف بتعقيد طرق تواصله، يعتبر من بين الحيوانات التي تسلط الأبحاث الحديثة عليها الضوء لتفكيك فكرة تفرد الكلام البشري. يوضح الدكتور أدريانو لاميرا من جامعة وارويك أن البشر يستخدمون الشفاه واللسان والفك لإنتاج الحروف الساكنة، وينشطون الحبال الصوتية في الحنجرة لإنتاج حروف العلة. المثير للدهشة هو أن إنسان الغاب يمكنه أيضا إنتاج كلا النوعين من الأصوات في وقت واحد.

أدى اكتشاف الآليات التشريحية التي تمكن بعض القرود، وخاصة ما يعرف بـ “إنسان الغاب”، من هذه القدرات التواصلية إلى إعادة النظر في نظريات أصل الكلام البشري. تشير الأبحاث إلى أن بدايات الاتصال الصوتي الواعي والمتحكم فيه قد تكون قديمة قدم “الأسلاف المشتركين للبشر والقردة العليا”.

تعقيد كلام الحيوانات

تواصل “إنسان الغاب” يتميز بقدرته على إصدار صوتين في وقت واحد، وهو أمر نادر في عالم الحيوان. تقول الدكتورة مادلين هاردوس من مؤسسة بونجو: “نادرا ما يصدر البشر أصواتا مسموعة وغير مسموعة في وقت واحد. الاستثناء هو البيتبوكس. ولكن حقيقة أن البشر قادرون على ذلك تشريحيا، تثير تساؤلات حول مصدر هذه القدرة. نحن نعلم الآن أن الإجابة يمكن أن تكمن في تطور أسلافنا.”

دور الذكاء الاصطناعي

لكن ما الذي تتحدث عنه قرود بورنيو بالضبط؟ هنا يأتي دور الذكاء الاصطناعي. بحث جديد نشر في مجلة PeerJ Life & Environment يكشف تعقيد أصوات إنسان الغاب البورنيوي. تقول الدكتورة ويندي إرب من جامعة كورنيل: “يهدف بحثنا إلى كشف تعقيدات المكالمات الطويلة لإنسان الغاب، والتي تلعب دورا حاسما في اتصالاتهم عبر مسافات شاسعة في الغابات المطيرة الكثيفة في إندونيسيا.”

جمع الباحثون مئات من تسجيلات المكالمات الطويلة على مدى ثلاث سنوات، مما كشف عن “تنوع صوتي” مذهل. استخدموا تقنيات تحليل الصوت التقليدية وأدوات التعلم الآلي لفك شفرة هذه المكالمات.

بعد تسجيل أكثر من 3800 ساعة وفحص 117 مكالمة طويلة من 13 “إنسان غاب” منفصلين عن المجموعة، تمكن الباحثون من تحديد 1033 صوتا مميزا. على الرغم من أن محتوى الرسائل لم يعرف بعد، إلا أن الدراسة كشفت عن تعقيد محتمل أكبر بكثير مما كان يعتقد سابقا.

تشير دراسة أخرى إلى أن بعض القرود تتعمد استخدام الأصوات المشوهة، مما يشبه العامية البشرية. هذا يؤكد ثراء الأصوات التي يتم نقلها خلال مكالمة واحدة،.. مما يشير إلى أن إنسان الغاب يمكنه نقل ليس فقط معلومات سطحية حول الطعام أو التهديدات،.. ولكن أيضا رسائل معقدة ومفصلة.

تعتبر هذه الاكتشافات خطوة هامة نحو فهم أعمق لكيفية تواصل الحيوانات،.. وقد تفتح الباب أمام إمكانيات جديدة للتفاعل بين البشر والحيوانات في المستقبل.

- Advertisement -
مقالات ذات صلة