في تقرير لافت، سلطت مجلة “جون أفريك” الفرنسية الضوء على الحركية الدبلوماسية المتسارعة بشأن قضية الصحراء المغربية، مبرزة مؤشرات قوية قد تعجل بحسم الملف قبل نهاية العام، أو على أبعد تقدير، قبل حلول الذكرى الخمسين للمسيرة الخضراء.
المجلة تحدثت عن تحول جذري بدأت ملامحه تتشكل بين الرباط، واشنطن، الجزائر، ونيويورك، مدفوعة بزخم غير مسبوق في المواقف الدولية لصالح المغرب.
موقف أمريكي أكثر صلابة: “الحكم الذاتي هو الحل الوحيد”
في واحدة من أبرز الإشارات الداعمة، شدد ماركو روبيو، وزير الخارجية الأمريكي، على أن مبادرة الحكم الذاتي المغربية هي “الأساس الوحيد الجاد والواقعي” لأي تسوية، وذلك عقب لقائه بنظيره المغربي ناصر بوريطة.
وتعزز هذا الموقف بلقاء جمع نائبة وزير الخارجية الأمريكي بالمبعوث الأممي ستافان دي ميستورا، في رسالة دبلوماسية واضحة للدفع نحو حل يستند للمقترح المغربي. دي ميستورا نفسه أشار في إحاطته أمام مجلس الأمن إلى “زخم جديد” يفرض تجاوز الخيارات التقليدية كالاستفتاء أو التقسيم.
التقرير لم يفته رصد ضعف جبهة البوليساريو، بدءا من الإقالات الغامضة في قيادتها، وتراجع الاعترافات الدبلوماسية خصوصا في أمريكا اللاتينية، وصولا إلى التهميش داخل الاتحاد الإفريقي.
كما أشار إلى وصف النائب الجمهوري جو ويلسون للجبهة بأنها “كيان إرهابي مرتبط بإيران وحزب الله”، مع مطالب رسمية بتصنيفها على هذا الأساس.
الدبلوماسي المغربي المتقاعد أحمد فوزي اعتبر أن هناك “إرادة أمريكية حاسمة” لطي الملف نهائيا، مستشهدا بحديث مسعد بولس، المستشار الخاص للرئيس الأمريكي، عن مهلة لا تتجاوز ثلاثة أشهر.
دعم دولي متزايد.. وخيبة جزائرية صامتة
المجلة رصدت موجة دعم متلاحق للمقترح المغربي: اعتراف أمريكي في عهد ترامب، دعم إسباني رسمي عام 2022، ثم انضمام فرنسا إلى المعترفين بالسيادة المغربية صيف 2024.
أما إفريقيا، فقد شكل اللقاء الملكي مع وزراء خارجية مالي وبوركينا فاسو والنيجر نقطة تحول، إذ أعلنت هذه الدول دعمها لمبادرة المغرب بالوصول الأطلسي، مما يعزز الصحراء كمركز للتكامل القاري.
وعلى الجهة الأخرى، لاحظ التقرير “صمتا جزائريا مطبقا” تجاه المبادرات الأمريكية، في موقف يعكس حرجا وتخوفا من مواجهة مباشرة مع واشنطن، حتى مع استمرار دعمها للبوليساريو.
في تطور آخر، كشفت المجلة عن رفض موريتانيا ومصر المشاركة في مناورات عسكرية جزائرية بسبب وجود البوليساريو، وهو ما يشير إلى عزلة الجبهة حتى بين حلفاء الجزائر التقليديين.
الأمر نفسه تكرر داخل الاتحاد الإفريقي، حيث غابت قضية الصحراء عن البيان الختامي لقمة المنظمة، في إشارة ضمنية لاحتمال إقصاء “الجمهورية الصحراوية” المزعومة في المدى القريب.