تسارعت وتيرة عمليات الهدم في المدينة القديمة بالدار البيضاء، مع تصاعد جهود السلطات لتنفيذ مشروع المحج الملكي، وهو ما يشهد تحول كبير في شكل الأحياء التاريخية للمدينة. وتشير مصادر من عين المكان إلى أن الشركة المكلفة بالهدم زادت من نشاطها. معتمدة على أكثر من خمس جرافات تعمل على مدار الساعة لهدم المنازل الواقعة في درب المعيزي، درب حمان، بوطويل، ودرب السنغال، وغيرها من المناطق المجاورة.
في ظل هذه العمليات،.. تزايدت الترتيبات الأمنية بشكل لافت، حيث تشهد المنطقة وجودا كثيفا لعناصر القوات المساعدة والأمن الوطني،.. الذين يسعون لضمان سير عملية الهدم بسلاسة وبدون حوادث، خاصة مع ما قد يترتب عن إزالة مبان قديمة وعتيقة. وللحفاظ على سلامة المواطنين ومنع أي تدخل غير مرغوب فيه خلال عمليات الهدم،.. قامت السلطات المحلية بتطويق المناطق المعنية بسياج حديدي. في خطوة احترازية لتجنب أي مخاطر أو حوادث قد تنتج عن أعمال الجرافات.
يذكر أن مشروع المحج الملكي يمثل أحد أهم المشاريع الحضرية التي تسعى إلى إعادة تشكيل معالم المدينة القديمة. ولكنه أثار بعض الجدل بين سكان المنطقة الذين يرون في هذا التغيير محوا لجزء من تاريخ المدينة العريق. وبالموازاة مع ذلك تشهد المدينة القديمة والمحج الملكي في الدار البيضاء احتجاجات متزايدة من طرف بعض المواطنين بسبب عمليات الهدم التي أطلقتها السلطات المحلية.
بعض السكان يطالبون بتوفير بدائل سكنية تحترم كرامتهم بعد إخلائهم من منازلهم. حيث يرفضون عرض السلطات المتمثل في منحهم شيكات بقيمة 10 ملايين سنتيم للبحث عن شقق بأنفسهم في إطار دعم السكن الحكومي. كما يطرحون مشكل آخر وهو ارتباط عملهم بالمدينة القديمة أو الأحياء المجاورة. حيث يرون أن الشقق التي تقدمها السلطات لا تأخذ بعين الاعتبار هذا المعطى الهام.