لم تمر تصريحات الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون مرور الكرام، بعدما أطلق مزاعم أثارت جدلا واسعا عبر منصات التواصل الاجتماعي، مدعيا أن إسبانيا قد “تراجعت” عن دعمها لمغربية الصحراء تحت وطأة الضغوط الاقتصادية الجزائرية.
في خطابه الأخير، قال تبون إن مدريد “صححت خطأها”، في إشارة إلى الاعتراف الإسباني بسيادة المغرب على أقاليمه الجنوبية، مضيفا أن هذا التغيير يعود إلى العقوبات الاقتصادية التي فرضتها الجزائر. هذا الطرح قوبل بموجة من السخرية والانتقاد الحاد، إذ رأى كثيرون أن تبون إما وقع ضحية لمعلومات مغلوطة يقدمها محيطه، أو أنه يتعمد تجاهل الوقائع السياسية، فيما ذهب آخرون إلى وصفه بأنه يعاني اضطرابات نفسية خطيرة.
ولم تقتصر الانتقادات على منصات التواصل الاجتماعي فقط، بل امتدت إلى الداخل الجزائري. الإعلامي والناشط السياسي المعروف، سعيد بنسديرة، لم يتردد في مهاجمة تصريحات تبون، معتبرا أنها تسيء إلى صورة الجزائر دوليا. وأكد بنسديرة أن موقف إسبانيا لم يتغير، إذ لا تزال الحكومة الإسبانية ثابتة على دعمها لمقترح الحكم الذاتي المغربي كحل واقعي للنزاع حول الصحراء، مشددا على أن تبون جعل نفسه وبلاده محط سخرية أمام الرأي العام الدولي.
إقرأ أيضا: المغرب وإسبانيا يوقعان اتفاقيتين لتعزيز مشروع الربط القاري عبر المضيق
وتتزامن هذه التصريحات المثيرة مع تحولات دبلوماسية ملحوظة في ملف الصحراء المغربية، حيث تواصل الرباط حصد الدعم الدولي لمقترحها، في وقت يشهد فيه النفوذ الجزائري تراجعا ملحوظا على الساحة الإقليمية والدولية، خاصة في ظل عزلة متزايدة تحيط بالسياسة الخارجية للجزائر.
بالمجمل، أظهر الخطاب الأخير للرئيس الجزائري انفصالا واضحا عن الواقع الدبلوماسي الدولي، وفتح الباب مجددا أمام تساؤلات عميقة حول قدرة النظام الجزائري على قراءة التحولات الجيوسياسية بعين واقعية بعيدا عن خطاب التضليل الداخلي.