في كل ظهور إعلامي له، يتعثر الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون في تصريحاته، حيث يجد نفسه متورطا في أخطائه وتراهاته. وخلال لقائه برجال الأعمال الجزائريين ، قدم تصريحات سريالية ووعد برفع مكانة الجزائر في إنتاج الفوسفات إلى المرتبة الأولى أو الثانية أو الثالثة، وهو وعد أثار استغراب الحاضرين بسبب تلك التصريحات الغير محددة.
وعلى الرغم من تعثره على المنصة، أكد تبون بثقة أن الجزائر ستصبح قريبا منتجة قوية للفوسفات، وستحتل مرتبة متقدمة في إفريقيا، وربما في العالم، دون التحديد إن كانت المركز الأول أو الثاني أو الثالث. يظهر أن المهارة الوحيدة التي يتمتع بها تبون هي أن يكون مهرجا كبيرا.
وفي هذا السياق،.. دعا تبون رجال الأعمال إلى التنويع في الاستثمارات، محذرا من نفاد احتياطيات الوقود الأحفوري، الذي يعد المصدر الرئيسي للدخل في الجزائر حاليا،.. والذي يتم توزيعه بشكل غير متساو للغاية.
على سعي تبون لإظهار أن الدولة قد تولت بالفعل المبادرة من خلال نجاح مشاريع التعدين، أدلى بتصريحات غريبة باستخدام “كلام المقاهي”. يظهر ذلك واضحا في رغبته الطموحة في تحقيق تفوق على المغرب،.. الذي يتصدر المشهد الإفريقي والعالمي في إنتاج وتسويق الفوسفاط ومشتقاته. هذا الهدف يبدو غير واقعي ومضحك للغاية.
في محاولة لإقناع الحاضرين بأن الدولة تسير بثقة نحو تحقيق هذا الهدف،.. أخذ تبون يتحدث بطريقة غير تقليدية، ربما بهدف جعل التصريحات تبدو أكثر إقناعا أمام الجمهور. ومع ذلك، يظل استهداف تفوق على المغرب في هذا القطاع غير واقعي ويبدو فكرة مضحكة تماما.
من الواضح أن الجزائر تواجه تحديا كبيرا في المنافسة مع المغرب في مجال إنتاج الفوسفات،.. نظرا للتفوق الكبير الذي يتمتع به المغرب من حيث الاحتياطيات وجودة الفوسفات. الجزائر تمتلك إحصائيات ضئيلة جدا بما يتعلق بكمية الفوسفات وتركيزها الضعيف.
رحلة الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون في عوالم الإعلام
فعلى الرغم من تصريحات تبون بأن الجزائر ستكون المنتج الأول في إفريقيا والثاني أو الثالث عالميا،.. إلا أن هذا يظل هدفا صعب المنال بسبب الفارق الكبير في الإمكانيات بين البلدين. المغرب، بفضل احتياطياته الكبيرة وجودة الفوسفات التي يمتلكها،.. يحتل مكانة رائدة في هذا القطاع ويسيطر بقوة على الأسواق العالمية.
بالإضافة إلى ذلك،.. فإن تصريحات تبون تبدو غير واقعية بسبب عدم وجود أساس قوي لها،.. سواء من حيث الاحتياطيات الكمية أو الجودة. يتطلب تحقيق مثل هذه الطموحات إستراتيجية قوية،.. استثمارات ضخمة،.. وتطوير تكنولوجيا متقدمة، وهي عوامل قد تكون غير متاحة بشكل كاف في الوقت الحالي لدى الجزائر.
يبدو أن تبون قد نسي الخلفية التاريخية والتحديات التي واجهت الجزائر في مجال إنتاج الفوسفات. في عام 2018،.. أبرم اتفاق بنسبة 51-49% بين الحكومة الجزائرية وشركتين صينيتين لاستغلال منجم بلاد الهضبة بولاية تبسة،.. والذي يحتوي على احتياطيات تقدر بنحو 500 مليون طن من الفوسفات. ورغم هذا الاتفاق الطموح،.. إلا أن إنتاج الفوسفات في الجزائر لم يقترب بشكل كبير من الأهداف المحددة.
كانت الطموحات السابقة للحكومة الجزائرية تتمثل في زيادة إنتاج الفوسفات من القليل إلى 10 ملايين طن في عام 2022. ومع ذلك،.. لم يتحقق الانتقال المخطط له، حيث كان إنتاج الفوسفات في الجزائر في العام الماضي يقترب بالكاد من مليون طن،.. أي أقل بعشر مرات مما كان متوقعا. هذا يظهر تحديات كبيرة تواجه الجزائر في تحقيق تطلعاتها في هذا القطاع،.. خاصة مقارنةً بالإنتاج الضخم الذي يحققه المغرب في هذا المجال.
تبدو خرجات الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون في الإعلام مثار سخرية وانتقاد، حيث يتضح من الأمثلة التي طرحتها أنه قدم تصريحات غير دقيقة وتاريخية.
فيما يتعلق بزعم أن جورج واشنطن أهدى مسدسين للأمير عبد القادر، فإن هذه المعلومة غير صحيحة تماما، حيث تتعارض مع التواريخ التاريخية لوفاة الرئيس الأمريكي الأول وولادة الأمير الجزائري.
أما بالنسبة لتصريحه بشأن تحلية 1.3 مليار متر مكعب من المياه يوميا بحلول نهاية عام 2024، فإن هذا الرقم يبدو غير واقعي وصعب التحقيق، خاصة إذا كان يعتمد على تحلية مياه البحر الأبيض المتوسط بأكملها.
بين التاريخ الساخر والحاجة للتأكيد على الحقائق
ختاما، تظهر هذه الأمثلة كتصريحات غير مدروسة وتاريخية، مما يؤكد على أهمية ضرورة التحقق من الحقائق ودقة المعلومات قبل إصدار تصريحات علنية، خاصة عندما يتعلق الأمر بالشؤون التاريخية والعلمية.
يظهر أن تصريحات الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون تستهوي جانبا كوميديا، وقد تكون هذه التصريحات مصدر إثارة وضحك للعديد من الأشخاص. من الواضح أنه يسعى إلى إثارة إعجاب القادة العالميين وإظهار بلاده بصورة إيجابية.
فيما يتعلق بتصريحه حول إنتاج 30 مليون طن من القمح، يظهر أن هذا الرقم غير واقعي، والتصريح يبدو كمحاولة لتكبير الإنجازات الزراعية المحتملة للجزائر. كما يتضح أن هناك تنافسا مع دول أخرى مثل مصر وتونس والمغرب في هذا السياق.
فيما يخص موريتانيا والتنافس في مجال استغلال الحديد في غار جبيلات، يظهر أن هذا التنافس قد أثار اهتماما واندهاشا، ولكن التحديات المرتبطة بالنقل والاقتصاد تظهر كواقع يجعل تنفيذ هذه الخطط أمرا صعبا.
على أي حال، يبدو أن تبون يستخدم أسلوبا فكاهيا في تصريحاته، وهو ما قد يجعله مصدر اهتمام للحفلات الكوميدية في المستقبل بعد تقاعده، كما ذكرت في الختام.