أطلق المعارض الجزائري أنور مالك، خلال مشاركته في فعاليات “العيون عاصمة المجتمع المدني المغربي”، واحدة من أكثر المداخلات إثارة للجدل، حين كشف أن نظام بلاده أنفق ما لا يقل عن 500 مليار دولار من أجل عرقلة تقدم المغرب، معتبرا أن هذا العداء المزمن لا يخدم مصالح الجزائريين بل يبدد ثرواتهم ويمس كرامتهم.
مالك، وهو ضابط سابق في الجيش الجزائري وناشط إعلامي وحقوقي، تحدث من قلب مدينة العيون بجرأة لافتة، واصفا المدينة بأنها ليست فقط عاصمة جنوب المغرب، بل “عيون المنطقة المغاربية برمتها”، مذكرا بأنه زار الأقاليم الجنوبية أكثر من مرة ووقف شخصيا على مظاهر الأمن والتنمية والاستقرار.
أنور مالك من العيون: عداء الجزائر للمغرب يبدد ثرواتنا ويمس كرامتنا
في شهادته التي تحولت إلى محاكمة أخلاقية للنظام الجزائري، قال مالك إن ملايين الجزائريين، ومنهم هو شخصيا، كبروا على رواية رسمية مشوهة عن الصحراء المغربية، قبل أن يصطدموا بالحقيقة الميدانية: مواطنون متشبثون بوحدتهم الوطنية، يعيشون في كرامة وأمن، ويعتزون بانتمائهم للمغرب.
وفي المقابل، عبر مالك عن حزنه العميق لما يعيشه الصحراويون بمخيمات تندوف، حيث يسجن الناس منذ خمسة عقود داخل خيام بلا كرامة، حسب تعبيره، مسترجعا سنوات خدمته كضابط حين كان شاهدا على معاناة سكان المخيمات الذين تحولوا إلى ضحايا في صراع مفبرك يخدم أجندات لا علاقة لها بمصالح الشعوب.
الأخطر، بحسب مالك، ما كشفه عن مضمون محادثة جمعته مع جنرال جزائري سابق بباريس، حيث سأله عن المكسب السياسي من دعم مشروع الانفصال، فكان الرد صادما: “نحن فقط نريد تعطيل المغرب. تطور المغرب يضرنا”، وهي الجملة التي اختزلت، في نظره، سياسة عبثية كلفت الجزائر ثروات باهظة وسمعة مهزوزة أمام العالم.
المعارض الجزائري لم يتوقف عند حدود النقد، بل توجه بكلامه للشعب المغربي قائلا: “لا تلوموا الشعب الجزائري، بل النظام الذي قهره”. وذكر أن “ربع مليون جزائري قتلوا في التسعينات” في إطار صراع داخلي دموي، ما يعكس طبيعة الاستبداد الذي يحكم البلاد.
وختم أنور مالك مداخلته بالتعبير عن أمله في غد تتحرر فيه شعوب المنطقة من كوابح التفرقة، مؤكدا أن الجزائر والمغرب شعب واحد، وأن يوم اللقاء والوحدة قادم، داعيا إلى جعل العيون منارة للتكامل المغاربي لا ساحة لصراع عبثي.