في خطوة جديدة نحو تعزيز بنيات النقل العمومي، تمكن المكتب الوطني للسكك الحديدية من الحصول على تمويل مهم قدره 202 مليون أورو من البنك الألماني للتنمية KfW، وذلك بهدف تطوير الشبكة الحديدية بجهة الدار البيضاء الكبرى.
ويأتي هذا التمويل بعد أشهر قليلة فقط من موافقة البنك الدولي على قرض آخر بقيمة 350 مليون دولار في يونيو الماضي، وهو ما يبرز حجم الرهان على برنامج “الخدمة الميتروبوليتانية المتقاربة” (SIR)، الذي يشكل حجر الزاوية في خطة المغرب لتأهيل النقل الحضري وربطه بأهداف التنمية المستدامة.
البرنامج يطمح إلى تعزيز ولوج المواطنين إلى فرص الشغل والخدمات الاجتماعية عبر تحسين جودة النقل العمومي،.. إضافة إلى رفع القدرة الاستيعابية لخطوط المكتب الوطني للسكك الحديدية بالدار البيضاء،.. التي تعرف ضغطا متزايدا بسبب الكثافة السكانية العالية والنشاط الاقتصادي المكثف للمدينة.
ولا يقتصر الأمر على الجوانب التقنية، بل يتعداه إلى بعد بيئي مهم،.. حيث ينتظر أن يساهم هذا المشروع في خفض انبعاثات الكربون ودعم مسار المغرب في الانتقال نحو طاقات نظيفة،.. باعتبار أن السكك الحديدية تعد وسيلة محورية لتقليص الاعتماد على وسائل النقل الملوثة.
الدار البيضاء الكبرى، باعتبارها القلب النابض للاقتصاد الوطني، تجد نفسها اليوم في صلب هذه التحولات،.. إذ تسعى المملكة إلى جعلها نموذجا في مجال المواصلات الخضراء ومركزا حضريا قادرا على الاستجابة لتحديات النمو الديمغرافي وتوسع الأنشطة الصناعية والخدماتية.