وسط مشاهد مأساوية لا تزال تثير الحزن والذهول، عاشت ولاية تكساس الأمريكية، وتحديدا وسطها، يوم السبت الأسود، واحدة من أعنف الكوارث الطبيعية خلال السنوات الأخيرة، بعدما ضربت فيضانات مفاجئة عدة مقاطعات، وأسفرت عن مقتل أزيد من خمسين شخصا على الأقل، بينهم خمسة عشر طفلا، مع تسجيل أكثر من عشرين فتاة في عداد المفقودين.
المأساة بلغت ذروتها في مقاطعة كير، حيث كانت فتيات صغيرات يقضين عطلة صيفية في أحد المخيمات على ضفاف نهر غوادلوبي. ووسط ذهول فرق الإنقاذ، جرفت السيول خلال دقائق عشرات الخيم، وغمرت الطين والمياه متاع الأطفال وألعابهم، وحوّلت المكان إلى فوضى لا توصف.
بحسب ما أفاد به قائد شرطة المنطقة، لاري ليثا، فقد تم العثور على 43 جثة في مقاطعة كير وحدها، من بينهم 28 شخصا بالغا و15 طفلا. في حين توزعت باقي الوفيات على مقاطعات تريفيس وبورنيت وتوم غرين.
المخيم الصيفي المعروف بـ”ميستك” كان يؤوي نحو 750 فتاة لحظة اجتياح الفيضانات، في وقت صعبت فيه الأحوال الجوية والتحذيرات المستمرة من ارتفاع منسوب المياه من عمليات الإجلاء أو الإنقاذ السريع.
بين البطانيات والطين.. دموع تنهمر على ضحايا “مخيم ميستك” في كارثة تكساس
وأكدت فرق الطوارئ أن ارتفاع نهر غوادلوبي بلغ ثمانية أمتار في أقل من ساعة، مما جعل من شبه المستحيل توقّع حجم الخطر أو السيطرة عليه. وتواصل فرق الإنقاذ، بدعم من قوات برية وجوية ومائية، عمليات البحث عن المفقودين، في ظل أمل يتضاءل مع مرور الوقت.
وفي مؤتمر صحفي، أعلن حاكم تكساس عن توسيع حالة الطوارئ في الولاية وطلب دعم فدرالي إضافي، مشددا على أن هذه الكارثة تتطلب تعبئة استثنائية على جميع المستويات.
هيئة الأرصاد الوطنية الأمريكية حذرت من استمرار المخاطر، خاصة مع توقعات بتساقط أمطار جديدة في الساعات المقبلة، بينما ربط باحثون الظواهر المناخية المتطرفة الجارية بآثار التغير المناخي الناتج عن النشاط البشري، خاصة في ما يتعلق بازدياد وتيرة الفيضانات والجفاف وموجات الحر.
في المقابل، تعيش عائلات الضحايا والمفقودين لحظات عصيبة، في انتظار بصيص أمل، أو حتى خبر نهائي يضع حدا لقلقهم الموجع، فيما تتجه الأنظار نحو مخيم “ميستك”، الذي تحول من فضاء للبهجة إلى مسرح لفاجعة مؤلمة كتبت بالدموع والطين.