اتخذت مجموعة “اتصالات المغرب” خطوة جديدة نحو ترسيخ ريادتها بالقارة الإفريقية، من خلال شراكة مالية استراتيجية مع المؤسسة المالية الدولية IFC، الذراع الاستثماري للبنك الدولي المخصص لدعم القطاع الخاص.
الاتفاق، الذي يحمل طابعا طويل الأمد، ينص على منح المجموعة تمويلا بقيمة 370 مليون يورو، أي ما يقارب 3,7 مليار درهم مغربي، بهدف تمويل مشاريعها في تشاد ومالي، وتعزيز خدمات الإنترنت المحمول وتوسيع التغطية بشبكات الجيل الرابع (4G) في هذه البلدان ذات البنيات الرقمية الهشة.
من خلال هذا التمويل، تعتزم اتصالات المغرب توسيع نطاق التغطية وتحسين جودة الاتصال، مع التركيز على دمج الفئات المهمشة في المنظومة الرقمية. المدير العام للمجموعة، محمد بنشعبون، صرح بأن هذا المشروع يأتي ضمن رؤية متكاملة تعمل على “تحسين شبكات الاتصال وتطوير الخدمات الرقمية من أجل مواكبة النمو الديموغرافي لشباب القارة”.
وأشار بنشعبون إلى أن المجموعة تخدم حاليا أكثر من 57 مليون زبون خارج المغرب، وتعمل على تعزيز خدمات Mobile Money، كأداة رئيسية لتحقيق الإدماج المالي وتوسيع نطاق الخدمات الرقمية.
لم يكن الهدف من التمويل مجرد توسعة شبكات الهاتف أو الإنترنت، بل يشمل أيضا رفع جودة الخدمة وتعزيز البنية التحتية الرقمية لتحقيق أثر اجتماعي وتنموي دائم. وأوضح بنشعبون أن المجموعة تلتزم بالتعاون مع الجهات المحلية لضمان أن تحقق الاستثمارات نتائج إيجابية على مستوى المجتمعات والاقتصادات المحلية.
دعم دولي لاستقرار الدول الهشة
من جانبه، شدد مختار ديوب، المدير العام لمؤسسة IFC، على أن “دعم مؤسسات إقليمية رائدة مثل اتصالات المغرب” يعد من أولويات المؤسسة، خاصة في المناطق التي تواجه تحديات اقتصادية أو أمنية، مضيفاً أن الرقمنة تمثل مفتاحا لخلق وظائف جديدة وتنمية الكفاءات.
هذا المشروع ينسجم مع الرؤية الرقمية للاتحاد الإفريقي، التي تهدف إلى خلق سوق رقمي موحد ومندمج في أفق 2030، يضمن وصولا عادلا وآمنا لجميع المواطنين الأفارقة إلى الخدمات الرقمية.
وتجدر الإشارة إلى أن “اتصالات المغرب” مملوكة بنسبة 53% للمجموعة الإماراتية e&، و22% للدولة المغربية، في حين يتم تداول 25% من أسهمها ببورصتي الدار البيضاء وباريس. وتعمل الشركة تحت علامة Moov Africa في عشر دول إفريقية، وتخدم حاليا أزيد من 79 مليون زبون، ما يرسخ مكانتها كأحد أعمدة الاتصالات في القارة.