في إطار الجهود المبذولة لتنظيم الفضاء العام في العاصمة الاقتصادية، اتخذت السلطات المحلية في الدار البيضاء قرارا يلزم المقاهي والمطاعم، خاصة تلك الموجودة في الشوارع الرئيسية، بتوحيد الشرفات وفق تصميم يعكس التناسق والجمالية، مع الالتزام بعدم تجاوز الملك العام. هذا القرار يهدف إلى الحد من الفوضى البصرية التي أضحت ملموسة في المشهد الحضري للمدينة.
أوضح أحمد أفيلال، نائب رئيسة المجلس الجماعي للدار البيضاء، أن التصاميم الحالية لشرفات المقاهي والمطاعم تعاني من غياب التنسيق، مما يخلق مظهرا عشوائيا يعيق حركة المشاة ويشوه جمالية المدينة. وأكد أن السلطات تعمل على إعداد دفتر تحملات يتضمن تفاصيل هذا الإجراء، ليبدأ تطبيقه مطلع العام المقبل.
وأشار أفيلال إلى أن الدار البيضاء تسعى لأن تكون نموذجا حضريا متقدما، مستلهمة من تجارب المدن الكبرى التي تعتمد تصاميم موحدة تضفي طابعا جماليا وتنظيما واضحا على الفضاءات العامة. وأضاف أن هذه الخطوة تأتي أيضا لضمان حقوق المشاة وتنظيم حركة المرور، التي تتأثر بشكل سلبي جراء احتلال الملك العام بطريقة عشوائية.
لكن هذا القرار لم يمر دون إثارة الجدل. نور الدين الحراق، رئيس الجمعية الوطنية لأرباب المقاهي والمطاعم،.. أكد أن أرباب المقاهي تفاجؤوا بالقرار دون مشاورات مسبقة معهم،.. مشيرا إلى أن غياب إطار تنظيمي واضح زاد من ارتباك القطاع.
وأضاف الحراق أن توحيد الشرفات يجب أن يأخذ بعين الاعتبار خصوصيات المناطق المختلفة في المدينة،.. حيث تختلف احتياجات ومداخيل المقاهي في أحياء راقية كعين الذئاب عن نظيراتها في الأحياء الشعبية. كما أعرب عن مخاوفه من الأعباء المالية التي قد تنجم عن إعادة تصميم الشرفات،.. في وقت يعاني فيه القطاع من تحديات اقتصادية كبيرة.
ورغم هذا الجدل، يظل الهدف الرئيسي للقرار هو تحويل الدار البيضاء إلى مدينة تتمتع بتنظيم حضري أكثر انسجاما،.. مع المحافظة على حقوق جميع الأطراف. وبانتظار دخول القرار حيز التنفيذ،.. يبقى الحوار بين السلطات وأرباب المقاهي ضروريا لضمان نجاح هذه الخطوة بما يخدم مصلحة الجميع.