اتفق المغرب والجزائر على خطوة غير مباشرة قد تغير ملامح التعليم فيهما،.. حيث جاء إعلان توسيع استخدام اللغة الإنجليزية في المدارس التعليمية كخيار استراتيجي،.. وهو التطور الذي أشرفت عليه وزارتي التربية في الدولتين على حد سواء،.. على الرغم من وجود خلافات ثنائية وتوترات بين البلدين الجارين.
شهدنا موقفا ملفتا في المغرب من وزير الصناعة المغربي، رياض مزور،.. حيث رفض التحدث باللغة الفرنسية خلال مناظرة إفريقية حول المخاطر الصحية التي عُقدت في مدينة مراكش مؤخرا. وتعمل المملكة على تعميم تدريس الإنجليزية في المستوى الإعدادي، وتوسيع مجال هذه اللغة بشكل كبير.
يتجلى اهتمام المغرب بتعزيز تعليم الإنجليزية من خلال تعميم تدريسها في المستوى الإعدادي، وهذا يعكس تحولا استراتيجيا هاما. ومن الجدير بالذكر أن الوزير المغربي افترح التحدث بالعربية أو الإسبانية أو حتى الإنجليزية خلال المناظرة،.. مما يشير إلى التوجه نحو الاعتماد على لغات أخرى بدلا من الفرنسية.
بينما في الجزائر، أعلنت وزارة التربية الوطنية في شتنبر الماضي عن خطة لتوسيع تدريس اللغة الإنجليزية في المدارس الابتدائية، اعتبارا من العام الدراسي القادم.
تأتي هذه الخطوات في سياق تغيرات كبيرة في العالم، حيث أصبحت الإنجليزية هي اللغة العالمية الأكثر شيوعا والرسمية للعديد من المؤسسات الدولية والشركات العالمية. ولهذا السبب، أصبح إتقان اللغة الإنجليزية أمرا ضروريا، سواء من أجل تحقيق تعليم جيد أو فرص عمل دولية أو للاندماج في المجتمع الدولي. وبالتالي، يعكس توسيع استخدام الإنجليزية في التعليم في الجزائر والمغرب تطلعهما للاستفادة من اللغة العالمية لتعزيز تنميتهما الاقتصادية والتنافسية على الساحة العالمية.
ترقية الأمازيغية يتزامن مع توسيع مجال الإنجليزية
بالإضافة إلى اللغة الإنجليزيـة، هناك لغة أخرى تثير اهتماما متزايدا في الجزائر والمغرب، وهي اللغة الأمازيغية.
تم ترقية اللغة الأمازيغية إلى لغة رسمية في المغرب في عام 2011، وفي الجزائر،.. تم اعتماد اللغة الأمازيغية كلغة رسمية إلى جانب اللغة العربية في عام 2016.
ومع ذلك، لا تزال هناك بعض الخلافات حول وضعية اللغة الأمازيغية في الجزائر والمغرب،.. حيث يواجه هذه اللغة نقصًا في الموارد التعليمية والثقافية.
وبناء على ذلك، هناك مطالب بضرورة تعزيز مكانة اللغة الأمازيغية في الجزائر والمغرب،.. بهدف الحفاظ على الهوية الثقافية واللغوية للشعبين الجزائري والمغربي.
ويلاحظ مراقبين أن هناك توافقا كبيرا في السياسات اللغوية بين المغرب والجزائر، حيث يتمثل هذا التوافق في التحول التدريجي نحو الاعتماد على الإنجليزية إلى جانب إعادة النظر في اللغة الأمازيغية والهوية الأمازيغية التي تعرضت للإهمال لسنوات عديدة نتيجة لسياسات تهميشها في الفترة ما بعد الاستقلال.