أوقفت السلطات المغربية بمطار محمد الخامس الدولي بمدينة الدار البيضاء رجل أعمال إسرائيلي يحمل صفة المشتبه الرئيسي في واحدة من أكبر قضايا الاحتيال المالي التي عرفها مجال تداول العملات الأجنبية (Forex) بأوروبا.
العملية التي نفذت بتنسيق مع الشرطة الجنائية الدولية (الإنتربول)، جاءت استجابة لمذكرة توقيف دولية صادرة عن القضاء الألماني، عقب تحقيقات مطولة كشفت تورطه في شبكة معقدة تعتمد على منصات فوركس وهمية استهدفت مئات المستثمرين في ألمانيا.
وبحسب موقع “فاينانشال ماغنيتس” الإسرائيلي المتخصص في الشؤون المالية، فقد تم توقيف المعني بالأمر مباشرة بعد وصوله إلى مطار الدار البيضاء قادما من دبي، حيث كان يقضي عطلة رفقة طفليه. وتشير ذات المصادر إلى أن تتبعه تم من خلال مراقبة دقيقة لتحركاته انطلاقا من تنبيه تلقته السلطات المغربية عبر نظام الإنتربول.
التحقيقات التي باشرها القضاء الألماني بتعاون مع أجهزة أمنية أوروبية، كشفت أن المتهم لعب دورا محوريا في عمليات نصب محكمة عبر الإنترنت، أوهم من خلالها مئات الضحايا باستثمار أموالهم في بورصات الفوركس، قبل أن تحول الأموال بشكل ممنهج إلى حسابات مشبوهة دون أن يتم تنفيذ أي نشاط مالي فعلي.
وعلى الرغم من أن الشرطة الإسرائيلية كانت قد فتحت ملفا حول المعني بالأمر في وقت سابق، إلا أن الإجراءات لم تكتمل حينها بسبب غياب أدلة كافية تتيح ملاحقته قضائيا. في المقابل، نجح الجانب الألماني في تجميع وثائق وقرائن دامغة دفعت القضاء إلى إصدار أمر دولي باعتقاله.
المشتبه به نقل بعد توقيفه إلى العاصمة الرباط، حيث وضع تحت الحراسة القضائية في انتظار استكمال مسطرة التسليم إلى ألمانيا، وسط مؤشرات على وجود تنسيق قانوني وتقني بين المغرب وإسرائيل بخصوص الملف.