الأكثر مشاهدة

توهج شمسي يهدد بانقطاع التيار الكهربائي ويثير قلق عالمي

أثار توهج شمسي هائل في هذه الدورة الشمسية الحالية مخاوف من انقطاع التيار الكهربائي في أجزاء مختلفة من العالم. هذا الحدث النادر، الذي وصف بالأكبر في الدورة الشمسية الحالية.

تمت مشاهدة هذا التوهج الشمسي الضخم من بقعة شمسية على سطح الشمس، والتي كانت تثور منذ عدة أيام. بدأت الحركة بتوهج فئة X5.8 في 10 مايو، وتبعها في الأمس توهجان من فئة X بقياس X1.7 وX1.3.

البقعة الشمسية المسؤولة عن هذه الثورات، أكبر بـ 15 مرة من الأرض، وتمتد عبر 124000 ميل. وبالرغم من أن التوهجات الشمسية الأخيرة قد أثارت عروضا مذهلة للأضواء الشمالية في نصف الكرة الشمالي، إلا أنه من غير المرجح حدوث ظواهر مشابهة مرة أخرى في الفترة القريبة بسبب اتجاه التوهج بعيدا عن الأرض.

أشار البروفيسور جيم وايلد، أستاذ فيزياء الفضاء بجامعة لانكستر، إلى أن التوهج الأخير لم يطلق أي انبعاثات جماعية إكليلية نحو الأرض، مما يقلل من فرص حدوث تأثيرات مغناطيسية أرضية.

مع ذلك، فإن هذا التوهج قد يؤدي إلى انقطاع الراديو في بعض أجزاء العالم، خاصة في أمريكا الشمالية. وعلى الرغم من أن التوهجات النشطة تدور حاليا بعيدا عن الأرض، فإن الجسيمات النشطة الناتجة عنها لا يزال من الممكن أن تصل إلى الأرض وتتسبب في انقطاع الراديو وتلف الأقمار الصناعية.

أضاف الدكتور رافيندرا ديساي، أستاذ الفيزياء المساعد في جامعة وارويك، أن المنطقة النشطة قد تستمر لمدة أسبوعين أو أكثر، مما يزيد من فرص حدوث عواصف مغناطيسية أرضية وظهور الشفق القطبي فوق المملكة المتحدة في الفترة القادمة.

ما هو التوهج الشمسي؟

تعتبر التوهجات الشمسية من الظواهر الفلكية المثيرة والتي يشعر العلماء بالقلق إزاء تأثيراتها المحتملة على الحياة على الأرض وعلى الأنظمة التكنولوجية في الفضاء. هذه الظاهرة تتمثل في انفجارات قوية من الإشعاع الكهرومغناطيسي الصادرة من سطح الشمس،.. وغالبا ما ترتبط بالعواصف المغناطيسية الشمسية المعروفة باسم الانبعاثات الكتلية الإكليلية.

تظهر التوهجات الشمسية على شكل ومضات محلية ساطعة من الضوء، وقد تستمر لمدة دقائق وحتى ساعات. إلا أنها لا تبعث الضوء المرئي فحسب، بل تطلق أيضا إشعاعات من بقية الطيف الكهرومغناطيسي،.. مثل الضوء فوق البنفسجي والأشعة السينية. تنتقل هذه الإشعاعات بسرعة الضوء،.. مما يجعلها تصل إلى الأرض بعد حوالي ثماني دقائق من مغادرتها الشمس.

يمكن أن تستغرق الانبعاثات الكتلية الإكليلية، التي تتبع التوهجات الشمسية، ما بين 15 ساعة وعدة أيام للوصول إلى الأرض. وفي حال كانت التوهجات شديدة بما فيه الكفاية، فقد تؤدي إلى انقطاع الاتصالات اللاسلكية وشبكات الطاقة الكهربائية وإشارات الملاحة،.. كما قد تشكل مخاطر على المركبات الفضائية ورواد الفضاء.

تشير الفئة X إلى التوهجات الأكثر كثافة، حيث يشير الرقم إلى قوتها. ولقد تسببت التوهجات الشمسية التي وقعت الأسبوع الماضي في إحداث دمار كبير للمزارعين في الولايات المتحدة من خلال التداخل مع أنظمة تحديد المواقع العالمية (GPS)، ما أدى إلى تعطل العمليات الزراعية.

يأتي هذا في إطار دخول الشمس الفترة الأكثر نشاطا في دورتها الشمسية،.. حيث يتوقع العلماء أن تصل هذه الدورة إلى ذروتها بين أواخر عام 2024 وأوائل عام 2025. وبالتالي، فإن فهم تأثيرات هذه الظاهرة واتخاذ التدابير الوقائية المناسبة يعد أمرا ضروريا للحفاظ على البنية التحتية الأرضية والتكنولوجية في الفضاء.

- Advertisement -
مقالات ذات صلة