سقطت أقنعة الابتسامة سريعا، وانتهت رحلة الاحتيال التي حيكت بخيوط ناعمة، بسيناريو بوليسي محكم قاد إلى اعتقال ثلاث شابات تظاهرن بالحاجة وخرجن بغنيمة ثقيلة من جيب رجل لم يشك للحظة في نواياهن.
المشهد بدأ بطريقة لا تنذر بالخطر. منعش عقاري كان يقود سيارته الفارهة في أحد شوارع البرنوصي، حين لمح ثلاث شابات بكامل أناقتهن واقفات على قارعة الطريق. توقف، وبنوايا طيبة، عرض عليهن توصيلة قصيرة.
ركبن السيارة، غلفن اللقاء بأحاديث عفوية وضحكات خفيفة. بدا كل شيء طبيعيا، أو هكذا اعتقد الرجل. ما لم يكن يدركه أن حقيبته المليئة بمبلغ 20 مليون سنتيم، كانت الهدف الحقيقي من المشوار القصير.
السرقة لم تكن وليدة اللحظة. التحقيقات كشفت أن العملية كانت مدروسة سلفا. الشابات الثلاث كن يعملن متدربات بإحدى الشركات القريبة، وقررن استغلال الثقة واللباقة لتمرير خطتهن دون عنف، ودون أن يرف لهن جفن.
فور اكتشاف الضحية اختفاء المبلغ من سيارته، سارع إلى أقرب مركز أمني لتقديم شكايته. الأجهزة الأمنية، التي تحركت بسرعة، اعتمدت على كاميرات المراقبة وبعض الأدلة من داخل السيارة، لتقودها الخيوط إلى تحديد هوية المشتبه بهن.
في أقل من 48 ساعة، أسدل الستار على المغامرة، وتم توقيف الفتيات في عمليتين أمنيتين منفصلتين، لتبدأ فصول جديدة من التحقيقات وسط صدمة المتتبعين من أسلوب “السرقة الناعمة”.
وتخضع الآن المتهمات لتدابير الحراسة النظرية، في انتظار عرضهن أمام النيابة العامة. الواقعة أعادت النقاش حول استغلال الجاذبية والثقة في ارتكاب جرائم تحاك بدهاء، بعيدة عن العنف، لكنها مؤلمة في وقعها وخسارتها.