كشفت صحيفة “إسرائيل هيوم” العبرية، صباح الأربعاء، أن أربع دول أوروبية رئيسية — هي فرنسا، إسبانيا، بلجيكا وألمانيا — قدمت طلبا رسميا إلى السلطات الإسرائيلية للسماح بإسقاط مساعدات إنسانية عبر سلاح الجو الأردني نيابة عنها، وهو ما تمت الموافقة عليه، بما في ذلك الطلب الفرنسي.
الطلب الجماعي يعكس تصاعد الضغط الأوروبي على تل أبيب لتوفير ممرات إنسانية فاعلة، ويؤشر على عجز دولي متنام في التعامل مع تداعيات الأزمة الإنسانية في القطاع، خصوصا في ظل محدودية البدائل المتاحة ميدانيا.
وفي خضم هذا الحراك، دخل المغرب على خط الأزمة بمبادرة لافتة. فبحسب ذات المصدر، تقدم الملك محمد السادس بطلب مباشر إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، يهدف إلى تسهيل إيصال مساعدات إنسانية مغربية مكونة أساسا من مواد غذائية إلى سكان القطاع المحاصر.
ويقترح المغرب نقل هذه المساعدات جوا عبر مطار بن غوريون، على أن يتم توزيعها لاحقا بريا مرورا بمعبر كرم أبو سالم، في خطوة لوجستية غير مألوفة في التعامل مع غزة. وقد عرضت الخطة على مجلس الأمن القومي الإسرائيلي، فيما تشرع الوزارات المعنية حاليا في دراسة تفاصيلها الميدانية والتنفيذية. وتشير المعلومات المتوفرة إلى أن المغرب يخطط لاستخدام ثماني طائرات نقل من طراز “هيركوليس” لإنجاز هذه المهمة الإنسانية.
بالتوازي مع التحركات الخارجية، أعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي عن سلسلة إجراءات ميدانية تهدف إلى تسهيل عبور قوافل الإغاثة داخل غزة، حيث أشار البيان إلى وقف يومي للعمليات العسكرية داخل المناطق المأهولة بالسكان بين الساعة العاشرة صباحا والثامنة مساء، إضافة إلى تخصيص ممرات آمنة تمر بين السادسة صباحا والحادية عشرة ليلا.
وتزعم السلطات الإسرائيلية أن هذه التسهيلات تواكب دخول كميات كبيرة من المساعدات الغذائية والطبية والمياه يوميا، استجابة للتدهور السريع في الوضع الإنساني على الأرض، رغم استمرار الصراع المسلح وغياب حل سياسي شامل.