بدأ المكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب في تشغيل محطة “جبل لحديد” الريحية بإقليم الصويرة، وهي خطوة هامة في مسار تعزيز الاستقلال الطاقي للمغرب وتوسيع حصة الطاقات المتجددة في إنتاج الكهرباء. المحطة الجديدة، التي تبلغ قدرتها الإنتاجية 270 ميغاواط، تمثل جزءا من الجهود الوطنية لتحقيق الهدف المتمثل في بلوغ 52% من الطاقات المتجددة ضمن المزيج الطاقي للبلاد قبل 2030.
وبفضل هذه المحطة الريحية، ارتفعت القدرة الإجمالية للطاقات المتجددة في المغرب إلى 5440 ميغاواط، منها 2400 ميغاواط من الطاقة الريحية، وهو ما يمثل 45 في المائة من قدرة الإنتاج الوطني من الكهرباء. مما يعزز إنتاج الطاقة المستدامة ويعكس التوجهات الملكية الرامية إلى تسريع التحول نحو الطاقات النظيفة. وقد أشار طارق حمان، المدير العام للمكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب، إلى أن تشغيل هذه المحطة يمثل نقلة نوعية في جهود مكافحة التغير المناخي وتعزيز السيادة الطاقية للمملكة.
إقرأ أيضا: المغرب يهيمن على إنتاج الطاقة الريحية في المنطقة العربية
تمتد المحطة على ثلاث تلال على الطريق بين الصويرة وآسفي، وهي مزودة بـ54 مروحة ريحية،.. تم تصنيع عدة مكوناتها محليا في المغرب. من المتوقع أن يصل إنتاجها السنوي إلى 952 جيغاواط ساعة،.. وهو ما يعادل الاستهلاك الكهربائي لمدن كبرى مثل مراكش أو فاس أو طنجة،.. مما سيحد من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بمقدار 580 ألف طن سنويا.
إلى جانب فوائدها البيئية، ساهم مشروع محطة “جبل لحديد” في تطوير البنية التحتية المحلية،.. حيث تم فتح 74 كيلومترا من الطرقات التي تربط بين 14 جماعة قروية،.. وخلق أكثر من 500 فرصة عمل مباشرة، مما يعزز التنمية السوسيو-اقتصادية للمنطقة.
تم تطوير المشروع في إطار شراكة بين القطاعين العام والخاص، واستثمرت فيه ما يقارب 3.25 مليار درهم. كما استفاد من تمويلات ميسرة من مؤسسات دولية،.. مثل بنك التنمية الألماني وبنك الاستثمار الأوروبي، بالإضافة إلى دعم الاتحاد الأوروبي،.. مما يعكس الثقة العالمية في التوجه المغربي نحو الطاقات المتجددة.
و.م.ع