انطلقت أولى خطوات التحول الصناعي الكبير في منطقة الجرف الأصفر، حيث أعلنت شركة “فالكون إنرجي ماتيريالز” عن تقدم ملموس في مشروعها لبناء وحدة تجريبية مخصصة لإنتاج الغرافيت الكروي النقي والمغلف، الموجه لصناعة بطاريات الليثيوم.
المعطيات التي كشفت عنها الشركة يوم الخميس 26 يونيو تؤكد أنها اقتنت كل المعدات اللازمة لتشييد المصنع التجريبي، المقرر تشغيله مع نهاية سنة 2025، في أفق دخول مرحلة الإنتاج الموجه لاختبارات العملاء ابتداء من شهر شتنبر المقبل.
عينات أولى من مصنع فالكون بالمغرب خلال شتنبر
وبحسب المدير العام لفالكون، ماتيو بوس،.. فإن هذه الوحدة ستكون بمثابة “نقطة التحول” في مسار إنشاء منظومة إنتاج مغربية متكاملة لمواد الأنود المستعملة في البطاريات، والتي تعد أساسية في الأسواق الأوروبية والأمريكية.
وسيتم تصنيع هذه الوحدة بشراكة تقنية مع الشركة الصينية “هينسن غرافيت أند كاربون كوربورايشن”، التي تتكفل بتجميع المعدات وإجراء الفحوصات الأولية قبل شحنها إلى المغرب. وستبلغ الطاقة الإنتاجية الأولية للمصنع 100 كيلوغرام يوميا، أي ما يعادل 30 طن سنويا، تخصص لإنتاج عينات صناعية تخضع لتجارب المصادقة من طرف الزبناء الصناعيين.
ويبنى المشروع داخل المنطقة الصناعية التي تديرها شركة “فلورألفا” بالجرف الأصفر،.. والتي ستوفر بدورها قطعة أرضية مجهزة،.. إلى جانب إمدادات من حمض الهيدروفلوريك اللازم في معالجة الجرافين الخام.
ويأتي المشروع في إطار شراكة أوسع مع مجموعة “فلورألفا” المغربية،.. كما يرتبط أيضا بسلسلة من الاتفاقيات التجارية والتقنية مع شركاء صينيين،.. أبرزهم شركة “شنغهاي شانشان نيو ماتيريال”، التي بدأت محادثات متقدمة مع زبناء محتملين.
بالتوازي، تواصل الشركة إعداد دراسة جدوى اقتصادية وبيئية بالتعاون مع مكاتب دولية معتمدة،.. من المرتقب نشر نتائجها النهائية في الربع الأخير من السنة الجارية. وستكون هذه الدراسة أساسا للترخيص البيئي والإداري لإنشاء المصنع الرئيسي بطاقة إنتاجية تبلغ 25 ألف طن سنويا،.. وهو ما سيجعل منه أحد أكبر المجمعات الصناعية خارج الصين في هذا القطاع.
تجدر الإشارة إلى أن المشروع يندرج ضمن استراتيجية “من المنجم إلى المادة النشطة”،.. حيث تعمل فالكون على استغلال منجم غني بالجرافين في غينيا، مع تحويل المواد الخام في المغرب،.. في إطار سلسلة إنتاج موثوقة وقريبة من الأسواق الأوروبية، تضمن الشفافية وتخفيض التكاليف اللوجستيكية.