تحولت منطقة عين حرودة زناتة، أمس الأحد، إلى مسرح لأحداث دامية بعد اندلاع مواجهات عنيفة بين مجموعتين من المهاجرين السودانيين المقيمين بطريقة غير قانونية، أسفرت عن مقتل شخصين وإصابة آخرين بجروح خطيرة.
وتفيد المعطيات أن الصراع لم يكن وليد خلاف عابر، بل جاء نتيجة نزاعات قبلية وسياسية مستوردة من السودان، حيث ينتمي بعض المهاجرين إلى مجموعات موالية لقوات الدعم السريع، فيما يساند آخرون الحكومة السودانية. هذه الصراعات، التي كان يفترض أن تبقى داخل حدود بلدهم، وجدت طريقها إلى الأراضي المغربية، وهو ما يثير قلق الساكنة.
ساكنة زناتة عبرت عن انزعاجها الشديد من تزايد المخيمات العشوائية التي أقامها مهاجرون غير شرعيين في فضاءات عمومية مفتوحة، محولة إياها إلى بؤر توتر وجرائم، في وقت كان المواطنون ينتظرون أن تبقى هذه الفضاءات متنفسا عائليا آمنا.
السلطات المغربية، ممثلة في الدرك الملكي، تدخلت بسرعة لاحتواء الوضع، حيث جرى اعتقال عدد من المشتبه فيهم وفتح تحقيق معمق لمعرفة ملابسات الحادث، فيما تم نقل جثامين الضحايا إلى مستودع الأموات، وسط شهادات صادمة عن تشويه جسد أحد الضحايا.
وفقا للساكنة فإن حادثة جنان زناتة ليست مجرد حادث عرضي، بل جرس إنذار حقيقي يدعو إلى عدم التساهل مع احتلال الفضاءات العامة من طرف مهاجرين غير قانونيين، والصرامة في مواجهة كل محاولة لجر المجتمع المغربي إلى صراعات أجنبية. فالحفاظ على الأمن العام واستقرار المجتمع أولوية لا تقبل المساومة، مع وجوب مواصلة التعامل الإنساني المنضبط الذي يميز المغرب في تدبير ملف الهجرة.