في واحدة من القصص المؤثرة التي تعكس معاناة المهاجرين، أنجبت فاطمة، وهي شابة جزائرية تبلغ من العمر 26 عاما، مولودها الأول في المستشفى الجامعي بمدينة سبتة المحتلة، شمال المغرب. ولكن قبل أن تصل إلى بر الأمان، خاضت فاطمة رحلة شاقة عبر البحر من الساحل المغربي، رحلة تحمل في طياتها الكثير من الألم والأمل.
وفقا ل “فاطمة” التي قدمت تصريحا لجريدة “إلفارو سبتة“، فقد كانت في شهرها الثامن من الحمل، عندما قررت الهروب من الجزائر بحثا عن مستقبل أفضل. بعد أن ضاقت ذرعا بالظروف المعيشية في وطنها، توجهت نحو المغرب، حيث ألقت بنفسها في البحر من أحد الشواطئ القريبة، عازمة على الوصول إلى أوروبا بأي ثمن. لمدة خمس ساعات متواصلة، سبحت فاطمة وسط الأمواج القاسية، وهي تعلم أن حياة جديدة تنتظرها في الضفة الأخرى.
في النهاية، وبعد جهد كبير وحالة من الإرهاق الشديد، تمكنت فاطمة من الوصول إلى شواطئ سبتة. هناك، أنقذها الحرس المدني الإسباني ونقلها بسرعة إلى المستشفى. وفي لحظات امتزجت فيها مشاعر الخوف والفرح، وضعت فاطمة مولودها الجديد،.. الذي أسمته إسلام، تعبيرا عن الامتنان للنجاة والأمل في مستقبل أفضل.
إقرأ أيضا: شابان جزائريان يعبران الحدود سباحة ويطلبان اللجوء في المغرب
حاليا، تقيم فاطمة في مركز الإقامة المؤقتة للمهاجرين (CETI) في سبتة، حيث تتلقى الرعاية والدعم. وتعد سبتة واحدة من البوابات الرئيسية التي يحاول من خلالها العديد من المهاجرين الجزائريين الوصول إلى أوروبا،.. سواء عبر البحر أو من خلال عبور الحدود البرية التي تفصل الجيب الإسباني عن المغرب.
ومع تزايد الإجراءات الأمنية على طول هذه الحدود،.. يجد الكثيرون أنفسهم مضطرين لخوض رحلات بحرية محفوفة بالمخاطر، بحثا عن الأمل في حياة جديدة. قصة فاطمة ليست سوى واحدة من العديد من القصص التي تعكس التحديات الهائلة التي يواجهها المهاجرون الجزائريون في سعيهم للوصول إلى أوروبا، حيث يتشابك الخطر مع الأمل في حياة أفضل.