الأكثر مشاهدة

جماهير الرجاء والوداد: لا ملعب، لا عدالة، لا ديربي

فجرت الجماهير البيضاوية الغاضبة مفاجأة من العيار الثقيل، بعدما قررت فصائل “الكورفا سود” و”الكورفا نور” المساندة لناديي الرجاء والوداد، مقاطعة مباراة الديربي التي جرت يوم السبت، في خطوة غير مألوفة حملت رسائل احتجاج قوية تجاه واقع كرة القدم الوطنية، وكشفت عن حجم التوتر الذي بلغ مداه بين الجمهور والسلطات المسؤولة.

وبحسب البلاغ المشترك الذي صدر عن الفصائل، فإن المقاطعة لم تكن وليدة لحظة عاطفية، بل جاءت بعد نقاشات موسعة داخل المجموعات، وأخرى مع السلطات، انتهت إلى قرار جماعي واع يراعي دقة المرحلة ويضع المصلحة الوطنية فوق كل اعتبار. وأكدت المجموعات أن القرار ليس دعوة للتمرد، وإنما وقفة احتجاج سلمية ضد ما وصفوه بـ”العبث” في تسيير الشأن الرياضي بالعاصمة الاقتصادية.

أحكام قاسية وحرمان من الملاعب.. جمهور البيضاء في مرمى القمع الرياضي

من بين أبرز النقاط التي فجرت الغضب، ما اعتبرته الفصائل “فوضى” أشغال إصلاح مركب محمد الخامس، حيث صرفت ميزانيات ضخمة دون أن تترجم إلى نتائج على أرض الواقع. غياب الفريقين عن ملعبهما، في لحظات حاسمة من الموسم، خلف استياء عارما، خصوصا وأن البدائل المتاحة غير ملائمة لجماهير تعد بالآلاف.

- Ad -

كما ندد البلاغ بما سماه الكيل بمكيالين في التعامل مع تنقلات الجماهير، والتضييق الممنهج على التنقل الجماهيري منذ انطلاق الموسم، إلى جانب قرارات “الويكلو” المتكررة التي تم فرضها دون مبررات واضحة، مما زاد من حدة الاحتقان.

البيان لم يخل من انتقادات لاذعة، حيث شجبت الفصائل استمرار التهميش الذي تعانيه الدار البيضاء على مستوى البنيات التحتية الرياضية. فبينما استفادت مدن صغيرة من ملاعب حديثة، لا تزال المدينة الكبرى محرومة من ملعب يليق بتاريخها، في وقت يبنى ملعب جديد خارج حدودها، وتقصى من احتضان تظاهرات كبرى مثل كأس إفريقيا وكأس العالم.

إقرأ أيضا: جماهير الرجاء والوداد تقاطع الديربي.. لا احتفال في موسم بلا ألقاب

ولم تخف المجموعات سخطها من “الأحكام الجائرة” الصادرة في حق عدد من أعضائها، بموجب الفصل 507 من القانون الجنائي، حيث طالت شبابا بعقوبات تصل إلى 10 و15 سنة سجنا، رغم أن الأحداث التي حوكموا بسببها لم تسفر عن قتلى أو جرحى، ما اعتبر ضربا لمبدأ التناسب في العقوبة.

وسجل البلاغ أيضا استياء من الخطاب الإعلامي الذي وصفه بـ”التحريضي”، متهما بعض وسائل الإعلام بتقسيم المغاربة إلى وطنيين وخونة، وبالتهجم غير الموضوعي على الحركية الجماهيرية، إضافة إلى تصريحات صادرة عن مسؤولين رياضيين تم اعتبارها مستفزة ومهينة.

وختمت الجماهير بلاغها بتأكيد أن شغف جمهور البيضاء ليس ورقة ضغط تستعمل عند الحاجة، ولا خلفية تجمل فشل السياسات، مشيرة إلى أن المقاطعة كانت ضرورة لإحداث رجة داخل بنية متآكلة، عنوانها الأبرز الفساد، التهميش، والتسيير العشوائي. الجماهير، بحسب ما جاء في البيان، لن تكون شاهدة صامتة على مسلسل الانهيار، والبطولة، في نظرها، لم تعد تليق بما تبقى من الشغف الكروي في هذا البلد.

مقالات ذات صلة