الأكثر مشاهدة

جون بولتون عميل النظام الجزائري السابق.. في قفص الاتهام بتهمة تسريب أسرار الدولة

في مشهد يعيد إلى الأذهان زمن الصراعات الخفية داخل البيت الأبيض، وجهت هيئة محلفين فدرالية كبرى في ولاية ماريلاند، الخميس، لائحة اتهام رسمية إلى مستشار الأمن القومي الأميركي السابق جون بولتون، أحد أبرز الوجوه المثيرة للجدل في عهد الرئيس الأسبق دونالد ترامب، بتهمة إساءة التعامل مع معلومات سرية.

وبحسب ما نقلته شبكة “سي إن إن” عن مصدرين مطلعين، فإن بولتون، الذي لطالما قدم نفسه كحارس للأمن القومي الأميركي، بات اليوم يواجه اتهامات ثقيلة قد تسقط ما تبقى من هالته الصلبة. ومن المنتظر أن يسلم نفسه للسلطات الفدرالية في غرينبيلت يوم الجمعة المقبل.

ووفق تفاصيل القضية، يُشتبه في أن بولتون شارك معلومات مصنفة “بالغة السرية” مع زوجته وابنته عبر البريد الإلكتروني، في خرق صريح لقواعد التعامل مع الوثائق الحساسة. وقد جاء ذلك بعد أمر تفتيش صادر عن السلطات، أشارت تقاريره إلى أن بولتون استخدم بريدا إلكترونيا خاصا تم اختراقه من طرف جهة أجنبية.

- Ad -

المفارقة أن الرجل الذي كان يهاجم ترامب علناً ويتهمه باستغلال أجهزة الدولة لملاحقة خصومه السياسيين، يجد نفسه اليوم في موقع المتهم بتقويض منظومة الأمن ذاتها التي خدمها لعقود. فبولتون، الذي انقلب من داخل الإدارة الأميركية ليصبح من أشد منتقدي ترامب، يتحول الآن إلى ثالث خصم سياسي للرئيس السابق يواجه اتهامات خلال أقل من شهر.

ورغم خطورة الموقف، حاول ترامب التقليل من شأن القضية، قائلاً للصحفيين: “إنه شخص سيئ. هذا مؤسف، لكن هكذا تسير الأمور”، في تصريح يحمل في طياته شماتة أكثر من التعاطف.

المشهد اليوم يوحي بأن العداوة القديمة بين بولتون وترامب لم تنته، بل تحولت إلى ساحة قانونية مفتوحة. فالرجل الذي فقد حمايته الأمنية في يناير الماضي بأمر من ترامب، بعد تهديدات تلقاها من إيران، يواجه الآن موجة اتهامات قد تنهي مسيرته السياسية نهائيا.

مقالات ذات صلة