عمقت القوات المسلحة المغربية من شراكتها الدفاعية مع جمهورية بوركينافاسو، من خلال احتضان مديرية التاريخ العسكري بالرباط، يوم الخميس 15 ماي 2025، لوفد من الضباط البوركينابيين، ضمن دورة تكوينية مخصصة لمكوني الأمن العسكري.
الزيارة، التي تندرج في إطار التعاون المتواصل بين المؤسستين العسكريتين، لم تكن بروتوكولية فقط، بل حملت في طياتها بعدا استراتيجيا يتجلى في تبادل المعارف والتجارب في مجالات التكوين وتاريخ الجيوش وتوثيق ذاكرة الدفاع الوطني.
وتلقى الوفد البوركينابي عرضا شاملا حول المهام التي تضطلع بها مديرية التاريخ العسكري، ووقف عند محطات بارزة في المسار الدفاعي للمملكة، من مرحلة التأسيس إلى مساهمات المغرب في عمليات حفظ السلام والمساعدات الإنسانية تحت إشراف الأمم المتحدة.
واعتبرت هذه الزيارة مناسبة لتقوية أواصر التنسيق العسكري بين الرباط وواغادوغو، لا سيما في ظل التحديات الأمنية التي تعرفها القارة الإفريقية، حيث أضحى تبادل الخبرات وتوحيد الرؤى مسألة ملحة.
واختتم اللقاء بتبادل للهدايا الرمزية والتقاط صورة جماعية، في إشارة واضحة إلى نضج العلاقة بين البلدين على المستويين العسكري والإنساني، حيث تواصل القوات المسلحة الملكية لعب دور محوري في تكوين ضباط الدول الإفريقية وتعزيز قدراتهم العملياتية.
هذا اللقاء ليس الأول من نوعه، ويأتي ضمن سلسلة زيارات ودورات يشرف عليها المغرب لفائدة جيوش صديقة بالقارة، ما يعكس مكانة المملكة كفاعل دفاعي موثوق ومصدر للمعرفة الأمنية متعددة الأبعاد.