لم يكن يوم سيدة في سيدي البرنوصي كباقي الأيام. مواطنة كانت تقود سيارتها بهدوء على الطريق، وفي لحظة غير متوقعة، تحولت رحلتها إلى كابوس بسبب “بالوعة” بلا غطاء وسط الطريق.
الحادث وقع في أحد المحاور الرئيسية بالمنطقة، حينما انفجر إطار سيارة السيدة عند مروره فوق فوهة صرف صحي مفتوحة، مما أدى إلى فقدانها السيطرة على المقود. ولم تجد حلا سوى الاصطدام بسيارات كانت متوقفة على جانب الطريق لتجنب الأسوأ.
في مقطع مصور تم تداوله على مواقع التواصل الاجتماعي، ظهرت السيدة المتضررة وهي في حالة غضب شديد، موجهة اتهامات مباشرة للمسؤولين عن البنية التحتية في المدينة، ومنددة بما وصفته بـ”اللامبالاة المهلكة”. وأكدت أن الحادث كاد يودي بحياتها، لولا لطف الأقدار.
الغريب في الواقعة أن موقع البالوعة لم يكن محاطا بأي علامة تحذيرية، ولا إشعار ينبه السائقين للخطر المحدق بهم. مشهد يعيد إلى الواجهة سؤالا مقلقا حول نجاعة آليات المراقبة والصيانة في طرق العاصمة الاقتصادية.
وتبرز الحادثة أيضا غياب التنسيق بين مختلف الجهات المعنية،.. من جماعة الدار البيضاء إلى شركات التدبير المفوض، مرورا بمصالح الأشغال العمومية. فكيف لبالوعة أن تظل مكشوفة في طريق رئيسي دون أن يتحرك أحد؟
السيدة ختمت رسالتها بكلمات قوية: “هادشي راه ماشي معقول، واش خاص شي واحد يموت عاد يتحركو؟”.
في مدينة تعيش على إيقاع مشاريع التهيئة والتوسع العمراني،.. يظل المواطن ضحية أولى لأخطاء مميتة كان من الممكن تفاديها بقليل من المسؤولية وكثير من الضمير. فهل يتحرك المسؤولون قبل أن تقع الكارثة التالية؟