اهتزت مدينة مراكش، مساء الأحد، على وقع حادث مؤلم بطله شخص يشتبه في معاناته من اضطراب نفسي وعقلي، بعدما أقدم على الاعتداء على سائحة أجنبية بمحيط ساحة “جامع الفنا”، الوجهة السياحية الأشهر في المغرب.
وحسب مصادر محلية، فإن الحادث وقع حين كان المعتدي يتسول قرب الشبابيك البنكية بالمنطقة، قبل أن يتوجه نحو مجموعة من السياح الذين كانوا بصدد سحب مبالغ مالية من أجهزة الصرف الآلي، ليطلب منهم بعض الدراهم. وبعد أن تسلم المبلغ من أحدهم، وجه لكمة قوية إلى سائحة كانت تقف بجواره، فسقطت أرضا وسط ذهول المارة.
ولولا التدخل السريع لأحد المرشدين غير القانونيين، الذي تمكن من شل حركة المعتدي مؤقتا، لربما كانت الحصيلة أثقل. إذ تمكن بعد ذلك عناصر الشرطة السياحية من الحضور في وقت وجيز وتوقيف المعني بالأمر، ليتم اقتياده إلى التحقيق.
هذه الواقعة، رغم فردانيتها، تعيد من جديد إلى الواجهة النقاش حول وضعية الأشخاص المصابين بأمراض عقلية ونفسية في الشوارع المغربية، والذين يتحول بعضهم أحيانا إلى مصدر خطر دون قصد، في غياب منظومة حقيقية للرعاية والحماية.
تقرير سابق صادر عن المجلس الوطني لحقوق الإنسان كان قد دق ناقوس الخطر، مشيرا إلى أن مستشفيات الأمراض العقلية والنفسية في المغرب تعاني من نقص حاد في التجهيزات والأطر الطبية، إضافة إلى تقادم المعدات وتراجع الطاقة الاستيعابية للأجنحة المخصصة لهؤلاء المرضى.
ووفق التقرير ذاته، فإن حوالي 54 في المئة من الأطباء والممرضين المتخصصين يتمركزون في محور الدار البيضاء – الرباط – طنجة، ما يعني أن باقي المدن، خصوصا الداخلية منها، تعيش خصاصا مهولا يجعل التكفل بالمصابين شبه مستحيل.