كشفت مصادر موثوقة لـ “أنفا نيوز” عن استنفار كبير للقوات الجوية الملكية المغربية، حيث تم إرسال طائرات مسيرة لتنفيذ مهام استطلاع ورصد في المناطق الحدودية شرق الحزام الأمني، بهدف مراقبة وتتبع حركات المليشيات الإرهابية المرتبطة بجماعة “بوليساريو”.
يأتي هذا الاستنفار العسكري على وقع الهجوم الإرهابي الذي استهدف مدينة السمارة، حيث تم إطلاق أربعة صواريخ بشكل مروع، أسفرت عن مقتل مواطن مغربي من السكان المدنيين، إضافة إلى إصابة ثلاثة آخرين تم نقلهم على الفور لتلقي العلاج.
وفيما يقول مصادر انفصالية من مخيمات تندوف في الجزائر، إن العملية والقصف بالصواريخ كانا يستهدفان مطار السمارة،.. إلا أن هذه المصادر تتوعد بمزيد من العمليات الإرهابية ضد المدنيين في المنطقة.
من الجدير بالذكر أن مصادر انفصالية من مخيمات تندوف جنوب غرب الجزائر لم تعلن رسميا مسؤوليتها عن هذا الهجوم الإرهابي. ويقترح بعض المراقبين أن السكوت المحيط بهذه العملية يمكن أن يكون ناتجا عن المخاوف من الإدانة الدولية والدوافع السياسية لجبهة البوليساريو. مع ذلك، يظل التهديد الإرهابي وتصاعد التوترات في المنطقة قضية محورية تتطلب انتباها دوليا ومحليا.
بالنظر إلى التطورات الأخيرة في منطقة السمارة والاعتداءات الإرهابية التي شهدتها، يصبح من الضروري تقديم تحليل استراتيجي لاستجابة المغرب المحتملة. ولكن يجب ملاحظة أن القرارات العسكرية والاستراتيجية تعتمد على العديد من العوامل،.. بما في ذلك الأهداف والتحالفات والقدرات العسكرية والأوضاع الدولية. هذا المقال يهدف إلى استعراض السيناريوهات المحتملة التي قد يتبعها المغرب في مواجهة التهديدات الإرهابية في منطقة السمارة.
الرد بالعمليات الجوية.. استنفار الطائرات المسيرة
على ضوء الاعتداءات الإرهابية التي تم تنفيذها بواسطة قذائف صاروخية على مدينة السمارة،.. يمكن توقع أن يلجأ المغرب إلى الرد بعمليات جوية محدودة باستخدام الطائرات بدون طيار لضرب مواقع تابعة للمليشيات الإرهابية في مناطق محددة. هذا الرد يمكن أن يستند إلى المعلومات الاستخباراتية والمخابراتية التي تم جمعها من خلال الطائرات المسيرة وغيرها من وسائل الاستطلاع.
الهدف من هذه العمليات هو تقليل القدرة التكتيكية للإرهابيين وضربهم حيث يؤلم أكثر،.. مما يجعل من الصعب عليهم تنفيذ هجمات جديدة بنجاح. ومع ذلك، يجب مراعاة أن الرد بالعمليات الجوية يحمل مخاطر منها استهداف مدنيين بشكل غير مقصود مثل ما حدث سابقا مع المنقبين الموريتانيين عن الذهب أو تصعيد التوترات في المنطقة.
تمديد الحزام الدفاعي
بالنظر إلى أهمية حماية المواطنين والأمن الوطني، قد يقرر المغرب تمديد الحزام الدفاعي لتحسين الأمان ومنع تسلل المليشيات الإرهابية. هذا يمكن أن يتضمن تعزيز القوات الحدودية وإنشاء مناطق عازلة تخضع للمراقبة المستمرة. الهدف هنا هو تقديم إشارة واضحة للمليشيات الإرهابية بأن المغرب مستعد للدفاع عن سيادته وأمانه.
مع ذلك، يجب مراعاة أن تمديد الحزام الدفاعي يتطلب استثمارات كبيرة وموارد بشرية،.. بالإضافة إلى مواجهة تحديات دبلوماسية من قبل الجهات المعنية بالنزاع.