مع انطلاقة الموسم الدراسي الجديد، عممت وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، على أئمة المساجد في مختلف أقاليم المملكة، نص خطبة موحدة ليوم الجمعة 3 ربيع الآخر 1447 هـ، الموافق لـ26 شتنبر 2025، خصصتها لموضوع التربية على الدين وروح المسؤولية في الحياة.
الخطبة، التي تندرج ضمن تقليد ديني دأبت عليه الوزارة، ربطت بين التحضيرات المادية والمعنوية التي ينشغل بها الآباء مع بداية كل عام دراسي، وبين البعد الأعمق لرسالة التعليم والتربية، باعتبارها مسؤولية مشتركة تتجاوز حدود المدرسة لتشمل الأسرة والمجتمع بأسره.
وأبرز النص أن تربية الأبناء لا تقتصر على تحصيل المعارف والمهارات، بل تنبني على ثلاث ركائز أساسية: الدين، والوطن، والأمة، مؤكدة أن التربية الحقة هي التي تستلهم الثوابت الدينية، وتحافظ على الهوية الوطنية، وتغرس قيم الانتماء للأمة.
الخطبة شددت أيضا على أن من مقاصد الزواج وتكوين الأسرة تربية الأولاد على جميل الخصال وجليل القيم، مذكرة بأن اختيار الزوج الصالح، والمعاشرة الحسنة القائمة على السكن والمودة والرحمة، هي الأساس الذي يهيئ بيئة صالحة لتنشئة الأجيال.
وتوقفت الخطبة عند ثقل المسؤولية الملقاة على عاتق الآباء والمربين، الذين وصفهم النص بحملة الأمانة تجاه الدين والوطن والأمة، مشيرة إلى أن نجاح أي مشروع مجتمعي أو نهضوي يمر أساسا عبر بناء جيل متشبع بالقيم، مسؤول في سلوكه، ومخلص في خدمة وطنه.
ويأتي هذا التوجيه الموحد في ظرفية يعرف فيها المجتمع المغربي نقاشا واسعا حول دور المدرسة والأسرة في مواجهة تحديات العصر، من تفشي أنماط استهلاكية وقيمية جديدة، إلى تأثيرات الإعلام الرقمي ووسائل التواصل، مما يضع التربية الدينية والوطنية في صلب الرهانات الكبرى للبلاد.