الأكثر مشاهدة

خطوات بسيطة لتحفيز طفلك على المشاركة في الصف

داخل أسوار المدرسة، لا تكون التحديات مرتبطة دائمًا بالمناهج أو كثافة الدروس، بل أحيانا بموقف طفل صغير يرفض التعاون، يشيح بوجهه عن المشاركة الصفية، أو يتجاهل واجباته رغم معرفته بما عليه إنجازه. مشهد مألوف، لكنه يثير قلق الأهل وحيرة المعلمين، ويضعهم أمام سؤال صعب: لماذا يرفض الطفل التعلم رغم قدرته عليه؟

الحقيقة أن الأمر أعمق من مجرد “عناد”. فرفض التعاون غالبًا ما يكون مرآة لمشاعر داخلية معقدة: خوف من الفشل، قلق من التقييم أمام الآخرين، أو حتى تمسك بمنطقة راحة تمنحه الأمان. وفي هذه اللحظة، يصبح الضغط أو التوبيخ سلاحًا ذا حدين، يزيد من مقاومة الطفل بدل أن يفتح له باب المشاركة.

النهج الأكثر فاعلية، كما تقترحه المقاربات التربوية الحديثة، هو معادلة دقيقة: توقعات عالية مع دعم عالٍ. أي أن الطفل يدرك وجود قواعد غير قابلة للتفاوض—كضرورة حضور الأنشطة الصفية أو إنجاز الواجبات—لكن يمنح في المقابل هامشا من الاختيار في كيفية التنفيذ، ما يعزز شعوره بالسيطرة والاحترام.

- Ad -

تصور مثلا أن يُخيّر التلميذ في حصة الرياضة بين المشاركة العملية أو القيام بدور الملاحظ الذي يسجل ملاحظات في دفتر خاص. أو أن يُترك له قرار تقديم عرضه المدرسي إما أمام زملائه مباشرة، أو عبر فيديو قصير يعرض في الصف. هكذا يتم احترام مشاعره من دون التفريط في جوهر القواعد.

إلى جانب ذلك، تلعب العواقب الطبيعية دورا محوريا. فإذا رفض الطفل الانتقال إلى قاعة صفه، لن تنقل له المواد كما كان يحدث في السابق، بل سيكون عليه تعويض العمل لاحقا، في البيت أو خلال وقت اللعب. ليست عقوبة بقدر ما هي وسيلة عملية لفهم أن القرارات تحمل تبعات، وأن الالتزام يقلل من الأعباء مستقبلا.

لكن الأهم أن يجري كل ذلك داخل مناخ من الدعم العاطفي المستمر. فلا مكان للسخرية أو نعته بالفشل. بل على العكس، يحتفى بكل خطوة صغيرة ينجح في اجتيازها، ليتعلم أن مواجهة الصعوبات ممكنة، وأنه قادر على التكيف والنمو.

مقالات ذات صلة