الأكثر مشاهدة

خطوبة وهمية وحمل غير متوقع: قصة فتاة ضحية نصب عاطفي بالبيضاء

في زمن تتشابك فيه العواطف بالحسابات، وتتداخل فيه الأحلام بالواقع المرير، تبقى قصة كثيرة من الشابات المغربيات اللواتي يسقطن ضحايا لوعود زواج وهمية، تطرح من جديد على طاولة النقاش الاجتماعي والقضائي. هذه المرة، من خلال قضية حديثة عرضت على أنظار محكمة الاستئناف بالدار البيضاء، كشفت عن وجه قاتم لعلاقات تبدأ بابتسامة وتنتهي بندوب لا تشفى.

ضمن الأحياء الهادئة لمدينة البيضاء، تعيش فتاة في أوائل العشرينيات من عمرها، وحيدة بين والديها، تدير ظهرها لاحتياطات الحياة، وتستقبل شابا تعرفت عليه عبر صدفة بسيطة، لكنها سرعان ما تحولت إلى قصة “خطبة شفوية” بموافقة والدتها، كخطوة أولى نحو الزواج. كان الشاب يظهر بمظهر الجاد، الملتزم، القادم من حي “سيدي معروف”، ويدعي أنه أعزب، ينتظر فقط ترتيب الأمور الأسرية لعقد القران.

لكن ما لم تكن تعرفه الفتاة، أن خلف هذا الوجه الهادئ، كان يكمن رجل متزوج، يدير حياة مزدوجة، ويستثمر في مشاعر الآخرين لتحقيق مكاسب شخصية. لم يكن يهمه مستقبلها، ولا كرامة عائلتها، بل كان الهدف الأسمى هو الوصول إلى ما يريده، من دون أي التزام.

- Ad -

وعود العسل تتحول إلى مرارة… حكاية خطبة انتهت بإنكار ونكران

استغل الشاب طيبة الفتاة، وحالتها النفسية، ورغبتها الجامحة في بناء أسرة، فسمح لها بالاعتقاد أنه رجلها المستقبلي. تنقل بين بيتها كضيف، تعرف على والديها، وتمادى في الدخول إلى حياتهم الخاصة، حتى بدا كأنه جزء من الأسرة. لكن العلاقة تجاوزت الحدود المقبولة اجتماعيا ودينيا، تحت وطأة وعود بالزواج لم تكن سوى سرابا.

مرت الأشهر، وبدأت الفتاة تشعر بتغيرات جسدية، فقررت التوجه إلى طبيبة العائلة رفقة والدتها. الفحص الأولي أثار شكوك الطبيبة، فطلب تحليلا مخبريا، ليكون التشخيص قاسيا: حامل في الشهر الأول.

كانت الصدمة كبيرة، لكن القرار كان أسرع. اتصلت بالشاب، محاولة التفاهم، تطلب منه التحرك، تبادر بعرض مساعدة مالية إن كانت هناك عقبات مادية. لكنها لم تجد سوى الصمت، ثم التسويف، ثم قطعا تاما للاتصال. الهاتف الذي كان يوما وسيلة للحوار، أصبح بلا إشارة، والرقم اختفى كما لو أن الشاب لم يكن موجودا أصلا.

لم تكن تملك عنه سوى ذكرى موعد قديم قرب مصنع في سيدي معروف، ادعى أنه يعمل فيه. فقررت المغامرة، وتوجهت إلى المكان، وانتظرت طويلا حتى ظهر. لكن المواجهة لم تكن كما توقعت. لم يعترف، لم يعتذر، بل أنكر كل شيء، ورفض حتى مجرد الحديث. وغادر المكان تاركا وراءه امرأة منهارة، تعود إلى بيت والديها تحمل حملا ثقيلا، وقلبا مكسورا.

مقالات ذات صلة