في رد مباشر على الأخبار المتداولة بشأن سحب تراخيص من معهد باستور ومنحها لشركة خاصة، نفى مصدر مسؤول بوزارة الصحة والحماية الاجتماعية هذه المعطيات، مؤكدا أنها عارية من الصحة ولا تعدو أن تكون أخبارا زائفة تهدف إلى تضليل الرأي العام.
وأوضح المصدر أن معهد باستور لم يكن في أي وقت معنيا بإنتاج اللقاحات محليا، إذ يقتصر دوره على الاستيراد والتوزيع، معتبرا أن الحديث عن “نقل التراخيص” أمر لا أساس له.
وفي المقابل، أكد أن المملكة بصدد بلورة استراتيجية وطنية طموحة تهدف إلى توطين الصناعة الدوائية واللقاحية، في إطار تعزيز الأمن الصحي وتحقيق السيادة الوطنية في هذا المجال. وتندرج هذه الخطوة ضمن رؤية ملكية واضحة، وضعت السيادة الصحية كأولوية استراتيجية، خاصة مع إطلاق مشروع “ماربيو” بمدينة بنسليمان، الذي يروم تغطية كامل حاجيات البرنامج الوطني للتلقيح بحلول سنة 2027، إلى جانب تلبية جزء معتبر من الطلب الإفريقي.
وأشار المصدر ذاته إلى أن معهد باستور سيواصل أداء أدواره المرجعية والعلمية، عبر تطوير البحث والابتكار، فيما تتكفل منصة “ماربيو” الصناعية بإنتاج اللقاحات التي تسفر عنها هذه الأبحاث، في تكاملٍ بين البعد العلمي والقدرة الصناعية.
وتم بالفعل توقيع عقد-إطار بين وزارة الصحة وشركة “ماربيو” في 27 فبراير 2025، أعقبه ثلاثة عقود توريد في ماي من السنة ذاتها، همت لقاح المكورات الرئوية (PCV13)، ولقاح التهاب السحايا، واللقاح السداسي الجديد الذي أدرج لأول مرة في البرنامج الوطني للتلقيح. وتنص هذه الاتفاقيات على توريد 5,4 ملايين جرعة خلال الفترة 2025-2026، مع مضاعفة الميزانية المخصصة التي ارتفعت من 400 مليون درهم إلى أزيد من مليار درهم.
ولضمان مطابقة المنتوجات لمعايير الجودة العالمية، جرى إحداث لجنة علمية متخصصة لتحديث البرنامج الوطني للتلقيح، والمصادقة على أولى اللقاحات المنتجة محليا، وفي مقدمتها PCV13 واللقاح السداسي، اللذين يستعملان في الدول المتقدمة بفضل فعاليتهما في الوقاية من أمراض خطيرة.
بهذه الدينامية الجديدة، يرسم المغرب مسارا نحو الاستقلالية الصحية، حيث يتحول من مستورد دائم للقاحات إلى فاعل منتج ومصدر محتمل للقارة الإفريقية.