توصلت دراسة حديثة نشرت في مجلة BMJ للتغذية والوقاية والصحة إلى أن تناول خل التفاح يمكن أن يؤثر إيجابا على الوزن ومستويات الجلوكوز في الدم والدهون الثلاثية ومستويات الكوليسترول بين الأفراد.
تمت هذه الدراسة، التي حملت عنوان “خل التفـاح للتحكم في الوزن لدى المراهقين والشباب اللبنانيين الذين يعانون من زيادة الوزن والسمنة: دراسة عشوائية مزدوجة التعمية ومضبوطة بالعلاج الوهمي”، في إطار البحث عن استراتيجيات فعالة للتحكم في الوزن في ظل ارتفاع معدلات السمنة ومخاطرها الصحية.
وتعتبر السمنة مصدر قلق صحي عالمي متزايد، حيث ترتبط بعوامل وراثية وبيئية وأسلوب حياة غير صحي،.. مما يزيد من خطر الإصابة بأمراض مزمنة مثل السكري من النوع 2 وأمراض القلب والأوعية الدموية.
تشير الدراسات السابقة إلى أن تناول خل التفـاح قد يكون له فوائد صحية،.. حيث تظهر النتائج أنه يمكن أن يقلل من الإجهاد التأكسدي ومستويات السكر في الدم، ويخفض مستويات الدهون، ويقلل من مخاطر السمنة.
بناء على النتائج المبشرة للدراسة، يعتبر خل التفاح خيارا واعدا كأداة محتملة للتحكم في الوزن، وقد يكون له دور في التخفيف من تداعيات السمنة ومضاعفاتها الصحية.
أظهرت الدراسات البشرية على نطاق صغير تأثيرا إيجابيا على نسبة الدهون في الجسم وفقدان الوزن وانخفاض محيط الخصر بفعل تناول خل التفاح. يعتقد أن خل التفـاح يعمل على بطء عملية إفراغ المعدة وزيادة الشعور بالشبع وتقليل الشعور بالجوع. ومع ذلك، فإن هناك حاجة إلى دراسات أكثر شمولا وطويلة الأمد لفهم تأثيراته على وزن الجسم بشكل أفضل.
تتناول هذه الدراسة العشوائية مزدوجة التعمية والمضبوطة بالعلاج الوهمي سلامة وفاعلية خل التفاح في خفض الوزن وتحسين مستويات الدهون والسكر في الدم بين الشباب الذين يعانون من زيادة الوزن والسمنة والذين يتمتعون بمؤشر كتلة الجسم المرتفع.
خل التفاح: أداة واعدة للتحكم في الوزن وتحسين صحة الشباب
شملت الدراسة 120 شخصا (74 امرأة و46 رجلا) تتراوح أعمارهم بين 12 و25 عاما ومؤشر كتلة الجسم بين 27 و34 كجم/م2،.. وكانوا غير مصابين بأمراض مزمنة أو يتناولون أدوية. تم توزيعهم بشكل عشوائي لتلقي تدخل الدراسة لمدة 12 أسبوعا، حيث تناولوا خل التفـاح بجرعات مختلفة أو ماء كعلاج وهمي.
تقدم هذه الدراسة نقطة مهمة في فهم تأثيرات خل التفاح على صحة الشباب المعرضين لزيادة الوزن،.. وتسلط الضوء على أهمية إجراء مزيد من الأبحاث للتحقق من فوائد استخدامه كعلاج محتمل لمشكلة السمنة.
قام الباحثون بقياس السمات البدنية ومستويات السكر في الدم الصائم، ومستويات الكوليسترول، والدهون الثلاثية في البداية،.. في الأسبوع الرابع، الثامن، والثاني عشر من الدراسة باستخدام عينات الدم الصائمة التي قدمها المشاركون. تم استبعاد الأشخاص الذين أبلغوا عن حدوث حرقة في المعدة بعد تناول خل التفـاح.
استخدم الباحثون علاجا وهميا وزجاجات خل التفاح ذات المظهر المتطابق،.. وطلبوا من المشاركين شرب المشروب المخصص لهم دون معرفة أيهما الحقيقي.
كان المشاركون على غير علم بتخصيصهم في المجموعتين. خلال فترة التجربة،.. تناول المشاركون وجباتهم المعتادة وتلقوا تذكيرات هاتفية وبريد إلكتروني شخصية لتذكيرهم بشرب العلاج الوهمي أو خل التفاح.
تتراوح متوسط أعمار المشاركين في الدراسة بين 18 عاما، وكان 98% منهم غير نباتيين،.. و89% يتناولون خمس وجبات يوميا على الأقل، و87% لديهم أفراد في الأسرة غير مصابين بالسمنة، و98% لم يعانوا من السمنة المفرطة في طفولتهم.
لم يكن معظم المشاركين يمارسون التمارين الرياضية بانتظام وكانوا يعانون من مشاعر سلبية مثل القلق. لم يتناول أي من المشاركين الكحول أو يدخن السجائر، واتبع 6.7% فقط منهم نظاما غذائيا علاجيا.
أظهرت الدراسة أن تناول ثلاث جرعات من خل التفـاح يوميا بين الأسابيع 4 و 12 قلل بشكل كبير من القياسات البشرية مثل مؤشر كتلة الجسم والوزن ونسبة الدهون في الجسم (BFR) ومحيط الخصر والورك ومستويات الجلوكوز في الدم والكوليسترول والدهون الثلاثية. ولم يلاحظ الفريق أي مؤشرات خطر رئيسية بعد 12 أسبوعا من استخدام خل التفاح.
فوائد مثبتة علميا: تقليل الدهون في الجسم ومحيط الخصر
كانت الانخفاضات في مؤشر كتلة الجسم والوزن تعتمد على الجرعة والوقت، حيث ظهرت التغييرات الأكثر أهمية في الأسبوع 12.
كان تأثير خل التفاح على محيط الورك/الخصر ومعدل الدهون الثلاثية يعتمد على الوقت،.. مع تأثيرات عميقة بعد 12 أسبوعا من تناول خل التفاح. ومع ذلك، في الأسابيع 8 و 12،.. أظهرت الجرعات الثلاث فعالية مماثلة في خفض محيط الورك والخصر ومعدل الدهون الثلاثية مقارنة بالوضع الأساسي.
كانت جرعة 15 مل من خل التفاح لمدة 12 أسبوعا هي الأكثر فعالية في خفض هذه العلامات البيوكيميائية الثلاثة في الدم. تشير النتائج إلى أن استهلاك 15 مل من خل التفاح لمدة ثمانية أسابيع على الأقل يمكن أن يقلل من نسبة السكر في الدم ومستويات الدهون الثلاثية والكوليسترول الإجمالية لدى الأفراد الذين يعانون من زيادة الوزن أو السمنة.
أشارت الدراسة إلى عدم وجود تغييرات كبيرة في معلمات استقلاب القلب بين مجموعة الدواء الوهمي ومجموعات الدراسة الأخرى،.. بالإضافة إلى استقرار مستويات المدخول الغذائي والنشاط البدني في جميع المجموعات،.. مما يشير إلى إمكانية تحسين مؤشرات مثل كتلة الجسم والوزن ونسبة الدهون في الجسم ومحيط الخصر والورك بفعل تناول خل التفاح.
لم يبلغ المشاركون عن أي آثار جانبية واضحة أو سلبية خلال فترة تناولهم لخل التفاح لمدة 12 أسبوعا.
وختاما، أظهرت نتائج الدراسة أن تناول خل التفاح يمكن أن يساهم في تقليل عوامل القياس البشرية مثل مستويات الجلوكوز في الدم والدهون الثلاثية والكوليسترول بين الأشخاص الذين يعانون من زيادة الوزن أو السمنة في مراحل الطفولة والبلوغ.
قد تدعم هذه النتائج استخدام خل التفاح كجزء من النظام الغذائي للمساهمة في مكافحة السمنة.
ينبغي إجراء المزيد من الأبحاث لتقييم آثار حمض الأسيتيك المعادل على المعلمات الأيضية والقياسات البشرية وتغيرات تأثير خل التفاح مع تقدم العمر،.. خاصة عند كبار السن والنساء بعد انقطاع الطمث.