في ظل تزايد معدلات انتشار داء السكري بالمغرب، تعكس الأرقام الحديثة قلقا صحيا متزايدا، حيث يعاني من هذا المرض أكثر من 25 ألف طفل وقرابة 2.7 مليون بالغ، نصفهم لم يتم تشخيصهم بعد، إضافة إلى 2.2 مليون شخص يعانون من مرحلة ما قبل السكري. تزامنا مع الاحتفال باليوم العالمي للسكري، الذي أقر موضوعه هذا العام تحت شعار “السكري والرفاهية” من قبل منظمة الصحة العالمية والاتحاد الدولي للسكري، تركز الفعاليات على وضع رفاهية مرضى السكري في صميم الرعاية الصحية.
ويهدف هذا اليوم إلى تعبئة الأطباء والمجتمع المدني وكل الشركاء لتعزيز الجهود في الوقاية من السكري ومضاعفاته،.. فضلا عن تشجيع الكشف المبكر خصوصا للفئات الأكثر عرضة، لضمان تدخل علاجي سريع والحد من مخاطر الوفاة المبكرة. وبهذا الصدد، يقوم قطاع الصحة بعملية فحص لأكثر من مليون شخص سنويا في مختلف مراكز الرعاية الصحية الأولية، كما يسعى لترسيخ دور التثقيف الصحي ليكتسب المرضى المهارات الضرورية لإدارة حالتهم الصحية بفعالية واستقلالية.
إقرأ أيضا: احذر من تجاهل هذه الأعراض الشائعة: قد تكون مصابا السكري دون أن تدري
وتظهر الإحصائيات تحديات صحية كبرى،.. حيث إن حوالي 1.5 مليون مريض يتلقون العناية الصحية وفق مسار علاجي محدد في المرافق الصحية الأولية. ولا يقتصر تأثير مرض السكري على الجانب الجسدي فقط، بل يمتد إلى التأثير النفسي. إذ يشير الاتحاد الدولي للسكري إلى أن 36% من المصابين يعانون من ضغط نفسي كبير جراء المرض،.. بينما يواجه 63% مخاوف من التعقيدات الصحية، ويشعر 28% منهم بصعوبة الحفاظ على الإيجابية تجاه حياتهم اليومية.
في ظل هذه المعطيات،.. يواصل المغرب سعيه لتعزيز الرعاية الصحية للمصابين بداء السكري عبر البرامج الوقائية والتوعوية،.. بهدف تقليص نسب انتشار هذا المرض وتقديم الدعم المتواصل لمرضاه لضمان حياة صحية ومستدامة.