الأكثر مشاهدة

“صحة الأطفال في خطر”.. دراسة مغربية تحذر من استهلاك أسماك الماكرو والسانت بيير

في الوقت الذي يظل فيه السمك جزءا لا يتجزأ من المائدة المغربية، جاءت نتائج دراسة حديثة لتكشف عن معطيات مثيرة للقلق بشأن جودة بعض الأصناف البحرية الأكثر استهلاكا. الدراسة التي أنجزها فريق مشترك من باحثين مغاربة وأوروبيين، سلطت الضوء على وجود مستويات معتبرة من الميكروبلاستيك والمعادن الثقيلة في أسماك الماكرو والسانت بيير، وهما نوعان يشكلان ركنا أساسيا في النظام الغذائي لعدد كبير من الأسر المغربية.

ورغم أن الباحثين أكدوا أن الوضع لا يشكل تهديدا مباشرا على صحة البالغين، إلا أن الأطفال يظلون الحلقة الأضعف في مواجهة هذه الملوثات. فالاستهلاك المفرط لهذه الأسماك قد يتجاوز العتبة الحرجة ويؤدي إلى آثار صحية غير مرغوب فيها، خاصة إذا تجاوز تناول الماكرو ثلاث مرات في الأسبوع أو السانت بيير خمس مرات.

الدراسة التي ستنشر في شتنبر المقبل بمجلة علمية مرموقة، تعد الأولى من نوعها التي تقدم صورة شاملة عن التلوث البحري على طول الساحل الأطلسي الشمالي والأوسط للمغرب. فقد جمعت العينات خلال رحلة بحثية للباخرة “الشريف الإدريسي” سنة 2018، وشملت 122 سمكة، منها 96 ماكرو و26 سانت بيير. النتائج أظهرت أن 46 في المئة من الأسماك ابتلعت ميكروبلاستيك على شكل ألياف بلاستيكية، تمثل في ثلاثة أنواع من البوليمرات: البولي أميد، البوليستيرين، والأكريليك.

- Ad -

أما فيما يتعلق بالمعادن الثقيلة، فقد تبين وجود الزئبق والكادميوم والزنك في 97 في المئة من العينات. المقلق في الأمر أن الكادميوم جاء في الصدارة بمتوسط 3,24 ميكروغرام/كغ، يليه الزئبق بـ 2,75 ثم الزنك بـ 2,73. صحيح أن هذه المستويات لم تتجاوز الحدود التنظيمية المعمول بها، لكنها مؤشر على تزايد الضغط الصناعي والعمراني الذي يعاني منه الساحل المغربي.

ويرى الخبراء أن هذه الظاهرة تعكس تداخل عوامل متعددة، بينها طبيعة غذاء الأسماك ومسارات التيارات البحرية التي تساهم في نشر الملوثات. كما أشاروا إلى أن العلاقة بين الميكروبلاستيك والمعادن ليست بالضرورة مترابطة؛ فقد تحمل بعض الأسماك مستويات مرتفعة من البلاستيك دون وجود معادن سامة والعكس صحيح.

مقالات ذات صلة