في تصعيد غير مسبوق لخطاب الكراهية ضد المهاجرين المغاربة بإسبانيا، فجرت وثيقة منشورة حديثا على منصات تابعة لتيارات يمينية متطرفة موجة من الغضب والاستنفار الأمني، بعدما دعت بشكل مباشر إلى استخدام القوة لـ”مطاردة المغاربة” في بلدة توري باتشيكو الواقعة بمنطقة مورسيا جنوب شرق البلاد.
الوثيقة التي تحمل توقيع مجموعة سمت نفسها “Deport Them Now” تضمّنت دعوات صريحة لتشكيل ميليشيات محلية بحجة أن “الدستور الإسباني يضمن للمواطنين الدفاع عن الوطن”، متهمة الإعلام اليساري والحكومة المركزية بـ”حماية المهاجرين وخلق جحيم داخلي للإسبان”، على حد تعبيرها.
منصة تابعة للمجموعة على تيليغرام، بحسب تحقيق أجرته صحيفة إلباييس، كانت قد روجت لنفس الدعوات التحريضية التي وصفت بجرائم كراهية واضحة، ما دفع النيابة العامة الإسبانية إلى فتح تحقيق رسمي، أفضى إلى توقيف عدد من المشتبه فيهم.

التصعيد الخطير أعقب بث فيديو يظهر رجلا متقاعدا يبلغ من العمر 68 عاما، يدعى دومينغو، وهو يتحدث عن تعرضه لاعتداء عنيف في أحد شوارع توري باتشيكو على يد ثلاثة شبان من أصول شمال إفريقية. المقطع تداوله نشطاء يمينيون بشكل مكثف، معتبرينه دليلا على “تهديد أمني” يتطلب الرد الفوري، فاندلعت على إثره أعمال عنف استمرت ثلاث ليالٍ متتالية.
عشرة معتقلين وتحقيقات موسعة
في تعليق رسمي، أعلنت مندوبة الحكومة المركزية في مورسيا، ماريولا غيفارا، أن الشرطة أوقفت عشرة أشخاص حتى الآن، ثلاثة منهم مهاجرون متورطون في الاعتداء على دومينغو. وأوضحت أن اثنين من المشتبه فيهم لا يقيمون في البلدة، بينما أوقف الثالث في إقليم الباسك وهو يحاول العبور نحو فرنسا.
أما الموقوفون السبعة الآخرون، فهم من اليمين المتطرف، بينهم مغربي واحد، ويواجهون تهما تتراوح بين “الإخلال بالنظام العام” و”التحريض على الكراهية” و”الإيذاء المتعمد”. السلطات الإسبانية حددت كذلك هويات نحو 80 شخصا شاركوا في أعمال الشغب، أغلبهم من خارج البلدة، بينهم عناصر معروفة بسوابقها في العنف الجماعي.
أحداث توري باتشيكو أعادت إلى الواجهة خطورة تصاعد الخطاب العنصري في أوروبا، خصوصا حين يتم تغذيته من قبل جماعات متطرفة تستغل منصات التواصل الاجتماعي لبث الفتنة. ووسط صمت حكومي أولي، كان على النيابة العامة والشرطة أن تتدخل لكبح تحركات قد تهدد الأمن الداخلي وتقوض التعايش بين الجاليات.