الأكثر مشاهدة

دموع الصباح… لماذا يرفض الطفل الذهاب إلى المدرسة؟

كثير من الأمهات والآباء يستيقظون على مشهد مألوف: طفل يبكي عند باب البيت، يرفض ارتداء الزي المدرسي، أو يتمسك بوالدته كأنه يخشى فراقا طويلا. موقف يبدو في ظاهره “عنادًا”، لكنه في العمق قد يكون صرخة غير منطوقة تحتاج إلى من يصغي إليها.

رفض الذهاب إلى المدرسة ليس حالة نادرة، وقد يظهر في مراحل عمرية مختلفة، لكنه غالبا ما يخفي وراءه أسبابا نفسية أو اجتماعية تتجاوز مجرد مزاج سيئ.

في السنوات الأولى، يعيش الطفل صعوبة كبيرة في الانفصال عن والديه. المدرسة بالنسبة له قد تبدو عالما مجهولا، فيفضل البقاء حيث يشعر بالأمان. هذه المشاعر طبيعية، لكنها تحتاج إلى صبر وتدرج من الأهل حتى يتأقلم الصغير مع الروتين الجديد.

- Ad -

قد تكون الدموع مرآة لمشكلات أعمق: تنمر من زملاء، عزلة اجتماعية، أو خلافات داخل الصف. الطفل الذي يجد نفسه مرفوضا أو مختلفا قد يختار الهروب بدل المواجهة، وهنا يصبح التدخل العائلي والمدرسي ضروريا.

بعض الأطفال يرفضون المدرسة ليس لأنهم لا يحبونها، بل لأنهم يعجزون عن مجاراة أقرانهم في الدروس. الشعور بالفشل أو الخوف من الإحراج قد يدفعهم إلى مقاومة الذهاب.

أسلوب تدريس لا يراعي الفروق الفردية أو تواصل ضعيف مع الطفل قد يزيد النفور من الصف. المعلم هنا ليس فقط ناقلا للمعرفة، بل صانعا للأمان والثقة.

كيف يتعامل الأهل؟

  • الإنصات أولًا: الغضب لا يجدي. الاستماع لمخاوف الطفل يمنحه الطمأنينة.
  • التدرج في الانفصال: فترات قصيرة بعيدًا عن الأهل ثم زيادتها تدريجيًا.
  • التواصل مع المدرسة: لفهم ما يجري داخل الصف أو الساحة.
  • تعزيز الإيجابيات: تذكير الطفل بما يحبه في المدرسة أو مكافأته على تجاوزه الخوف.
  • التحقق من الصحة: استبعاد أي مشاكل جسدية حقيقية وراء الشكاوى.

متى يجب طلب المساعدة؟

إذا تحول الرفض إلى حالة مستمرة ترافقها أعراض كالقلق، الأرق، فقدان الشهية أو نوبات بكاء متكررة، فاستشارة أخصائي نفسي للأطفال تصبح خطوة ضرورية. التدخل المبكر يمنع ترسيخ الخوف، ويعيد للطفل ثقته بنفسه.

مقالات ذات صلة