الدار البيضاء – في منطقة الهراويين التابعة لمقاطعة سيدي عثمان، يعيش سكان دوار أولاد ملوك على وقع قلق متزايد، بعد أن أصبحت جرافات السلطات المحلية تقترب من منازلهم، وسط وعود بتوفير بدائل سكنية، ولكن دون تفاصيل واضحة.
“إذا أرادت السلطات هدم الدوار، فلتفعل، لكننا نطالب بالسكن مقابل السكن”، بهذه العبارة الملأى بالغضب، عبر أحد سكان الدوار عن استيائه من الوضع، مشيرا إلى أن هدم منازل عمرها تسعون عاما دون توفير بدائل معقولة أمر غير مقبول.
السكان، الذين يعتبرون أنفسهم ضحايا ما يعرف بـ”الترياب”،.. يرون أن مطالبتهم بالدفع مقابل السكن البديل لا تتماشى مع أوضاعهم الاجتماعية الصعبة. أحد المتحدثين أكد أن هذا النهج “لا يرضاه لا الله ولا العبد”، مشددا على أن الحكومة مطالبة بتقديم حلول عادلة تضمن لهم الاستقرار.
يقع دوار أولاد ملوك، المعروف لدى سكان الدار البيضاء بـ”الشيشان”، بالقرب من المجازر البلدية وسوق السمك. ما يجعله في قلب منطقة ذات أهمية استراتيجية. ومع ذلك، يواجه سكانه مصيرا مجهولا، في ظل استمرار السلطات في حملات هدم تشمل مناطق متعددة،.. بدءا من مشروع المحج الملكي قرب مسجد الحسن الثاني.
عمليات الهدم هذه لم تمر دون انتقادات،.. حيث يرى المتضررون أن الافتقار إلى الشفافية وغياب حوار جاد مع السكان يزيد من معاناتهم. مطالبهم تتمحور حول توفير بدائل واقعية ومنصفة قبل تنفيذ قرارات الهدم.
السؤال الذي يبقى مطروحا: هل ستتمكن السلطات من الموازنة بين مشاريع التهيئة الحضرية وحقوق السكان. أم أن دوار أولاد ملوك سيكون مجرد محطة أخرى في سلسلة من النزاعات الاجتماعية بالمدينة؟