في اكتشاف علمي استثنائي، تمكن فريق من الباحثين من تحديد نوع جديد من الديناصورات في المغرب، وتحديدا في منطقة بولمان بالأطلس المتوسط، يعود تاريخه إلى ما يقارب 170 مليون سنة. هذا الكائن العجيب الذي أطلق عليه اسم “سبكوميلوس أفير” (Spicomellus afer)، أصبح يُصنف اليوم كأقدم عضو معروف لفصيلة الديناصورات المدرعة المعروفة بـ”الأنكيلوصورات”.
وحسب الدراسة المنشورة في مجلة Nature، فقد كان هذا الديناصور مختلفا بشكل لافت عن أقاربه، إذ بلغ طوله حوالي أربعة أمتار ووزنه نحو طنين، وكان يتميز بتسليح طبيعي مثير للإعجاب: طوق من الأشواك الطويلة التي التفت حول رقبته ورأسه، وصل طول بعضها إلى تسعين سنتيمترا، إضافة إلى نتوءات حادة على ضلوعه، وذيل يحمل بروزات عظمية شكلت فيما يشبه السلاح القتالي.

البروفيسور ريتشارد باتلر من جامعة برمنغهام، وهو أحد المشرفين على البحث،.. أوضح أن هذه البنية الدفاعية لم تكن موجهة للحماية فقط،.. بل ربما لعبت دورا في استقطاب شركاء خلال فترة التزاوج، وهو ما يجعلها سلاحا ذا وظيفة مزدوجة: ردع المفترسات من جهة، وإبراز الجاذبية من جهة أخرى.
تاريخ هذا الاكتشاف بدأ سنة 2021، عندما عثر على جزء من ضلع متصل بأشواك غريبة،.. وهو ما أثار الشكوك بداية في أن الأمر قد يكون تزويرا. غير أن فحص العينة بواسطة التصوير المقطعي أكد صحتها،.. مما فتح الباب أمام حفريات جديدة انتهت بعد عامين بالكشف عن أجزاء أكبر وأكثر اكتمالا من الهيكل العظمي.
مع ذلك، فإن الدراسة لم تخف قلقها من ظاهرة التهريب والاتجار غير المشروع بالفوسيلات،.. حيث تبين أن بعض عظام هذا الديناصور النادر بيعت عبر الإنترنت بأسعار وصلت إلى عشرة آلاف جنيه إسترليني. ويؤكد الباحثون أن جزءا مهما من الهيكل انتهى على الأرجح في مجموعات خاصة لدى أثرياء،.. بدل أن يكون في متاحف أو مراكز بحثية مغربية.
يذكر أن الهيكل المكتشف حفظ في كلية العلوم بجامعة ظهر المهراز بفاس،.. ويتوقع أن يكون مادة أساسية لأبحاث علمية لاحقة قد تسلط الضوء على تطور الديناصورات المدرعة عبر العصور.


