انطلقت، صباح الأربعاء بمدينة الدار البيضاء، زيارة رسمية قادها عبد اللطيف معزوز، رئيس مجلس جهة الدار البيضاء-سطات، رفقة فاليري بيكريس، رئيسة جهة إيل-دو-فرانس، إلى مركز للتكوين في مهن الفندقة والمطعمة، وذلك في إطار متابعة ميدانية لأشغال مشروع “نفس”، الذي يُعد إحدى ثمار الشراكة المتجددة بين الجهتين.
الزيارة تأتي غداة توقيع خارطة طريق جديدة للتعاون بين الجهتين للفترة الممتدة بين 2025 و2027،.. وهي خارطة تضع على رأس أولوياتها دعم الإدماج المهني والاجتماعي لفئة الشباب الذين يعانون من الهشاشة، وخاصة أولئك الذين يعرفون بفئة “نيت” (NEET)، أي من لا شغل لهم ولا يتابعون تعليما أو تكوينا.
برنامج تكويني بلمسة إنسانية وتنفيذ فرنسي-مغربي مشترك
برنامج “نفس”، الذي يشرف على تنفيذه تحالف من الهيئات الفرنسية والمغربية،.. وعلى رأسها مجموعة SOS ومجموعة ACCOR،.. يحظى بدعم سخي من جهة إيل-دو-فرانس التي ساهمت بمليون أورو لتمويل 15 مشروعا من هذا النوع. كما يحظى برعاية الطاهي الفرنسي الشهير تييري ماركس، من خلال مدرسة “Cuisine Mode d’Emploi”،.. إلى جانب دعم مركز التكوين المهني UTEC Seine-et-Marne.
يقدم التكوين، الممتد على أربعة أشهر، بشكل مجاني بالكامل،.. ويتضمن شقا تقنيا يعنى بمهارات الفندقة والطبخ، وآخر يعنى بالتنمية الذاتية والتأطير النفسي. كما يستكمل البرنامج بتداريب عملية داخل مؤسسات فندقية مرموقة بعين المكان.
من أصل 84 مستفيدا هذا العام، تجاوزت نسبة الإدماج المهني في صفوف الفوج الأول 80%،.. في حين لم تتجاوز نسبة الانقطاع عن البرنامج 3%،.. وهي مؤشرات اعتبرتها المديرة العامة للبرنامج، كاترين بارو،.. دليلا على نجاح المشروع في مواجهة التحديات الاقتصادية التي خلفتها جائحة كوفيد.
أشاد عبد اللطيف معزوز بمضمون هذا البرنامج الذي يخدم في الآن ذاته محاربة الهشاشة الاجتماعية وتعزيز مهن الفندقة والسياحة في الجهة، مؤكدا أن المشروع يستهدف شباب الأحياء الشعبية في الدار البيضاء وأيضا عددا من المهاجرين القادمين من بلدان إفريقيا جنوب الصحراء.
بدورها، عبرت فاليري بيكريس عن فخرها بهذا النموذج الناجح للتعاون اللامركزي،.. مؤكدة أن مثل هذه المبادرات تعطي أملا حقيقيا للشباب وتمنحهم مفتاحا لحياة مستقرة ومهنية.