كشفت وكالة “رويترز” عن تصاعد التطورات في العلاقات الدبلوماسية بين السعودية وإسرائيل،.. حيث تسعى الرياض إلى التطبيع مقابل التوصل إلى اتفاق عسكري مع الولايات المتحدة،.. يلزم الأخيرة بالدفاع عن المملكة في حالة وقوع هجوم،.. دون الحاجة إلى تقديم إسرائيل تنازلات كبيرة في عملية السلام مع الفلسطينيين.
تشير مصادر “رويترز” إلى أن هذا الاتفاق لن يكون بمستوى الضمانات الدفاعية الصارمة مثل تلك التي كانت تطلبها المملكة من الولايات المتحدة سابقًا، ولكنه قد يكون مشابها لاتفاقات تعاون عسكري أمريكية مع دول آسيوية.
تعتبر السعودية هذا الاتفاق خطوة مهمة نحو تعزيز أمنها واستقرار المنطقة،.. خاصةً بعد الهجمات الصاروخية التي شهدتها مواقعها النفطية في العام 2019 والتي أسهمت في تصاعد التوترات في المنطقة.
من الممكن أن تقوم الولايات المتحدة بتحسين هذا الاتفاق من خلال تصنيف السعودية كحليف رئيسي من خارج حلف شمال الأطلسي (الناتو)، مما يمنح المملكة مكانة استراتيجية أهم.
بالنسبة للفلسطينيين، قد يجلب هذا الاتفاق بعض التخفيف من القيود الإسرائيلية، لكنه لن يفضي إلى إقامة دولة فلسطينية كما يطلبون. تشير المصادر إلى أن الاتفاق يسعى لتحقيق مصالح السعودية، وليس فقط مصالح الفلسطينيين.
يرى مسؤول أمريكي أن معايير الاتفاق الدفاعي لم تزل قيد الإعداد،.. وأنه سيكون تفاهما دفاعيا مشتركا يشبه علاقة الولايات المتحدة مع إسرائيل فيما يتعلق بالتعاون العسكري وتبادل التقنيات العسكرية.
بالنسبة للولايات المتحدة، فإن هذه الاتفاقيات قد تعكس إنجازا دبلوماسيا يمكن استغلاله في السياسة الداخلية والخارجية، وتعزز مكانتها الدولية.
رويترز: مكاسب قليلة للفلسطينيين من اتفاق التطبيع
ومن الملاحظ حسب “رويترز” أن السعودية تقدم تنازلات من أجل تحقيق هذا الاتفاق،.. بما في ذلك تراجعها عن بعض مطالبها فيما يتعلق ببرنامجها النووي المدني. وتبدي السعودية استعدادها لتوقيع اتفاق يشبه اتفاقاتها مع دول آسيوية أخرى، ولكن مع التزامات إضافية تجاه الحماية الأمريكية.
أظهرت مصادر دبلوماسية وإقليمية أن محمد بن سلمان، ولي العهد السعودي، يسعى إلى التوصل إلى اتفاق مع إسرائيل يهدف إلى تعزيز العلاقات بين البلدين. ومع ذلك، يشترط على إسرائيل بعض التزامات لإظهار التزامها بحقوق الفلسطينيين.
من ضمن هذه التزامات يمكن أن تتضمن إجراءات مثل نقل بعض الأراضي التي تسيطر عليها إسرائيل في الضفة الغربية إلى السلطة الفلسطينية، وتقليل النشاط الاستيطاني اليهودي، وعدم القيام بأي خطوات لضم أراضٍ إضافية.
باختصار، فإن هذا الاتفاق المحتمل يثير توقعات كبيرة وقد يلعب دورا مهما في تشكيل المشهد الإقليمي والدولي. وتشير المصادر إلى أن الاتفاق حتى لو قوبل برفض فلسطيني فإن السعودية ستستمر فيه حيث تضع أمنها كأولوية ولا يمكن للمطالب الفلسطينية أن تعطلها.