رغم اقتراب انتهاء الأشغال في ممر أسامة بن زيد المعروف سابقا بزنقة “جورا” في قلب حي المعاريف، إلا أن الساكنة ما زالت تتساءل بصوت مرتفع: هل ما تحقق يرقى فعلا إلى انتظاراتهم؟ وهل مبرر “الأنشطة الثقافية” كاف لتبرير غياب أدنى مقومات الراحة والبيئة الخضراء؟
مشروع تهيئة الساحة التي تجاور المركب الثقافي محمد الزفزاف كلف ميزانية تناهز 2 مليون درهم، وتم الترويج له على أنه “نقطة تحول حضري” تعيد الحياة إلى قلب المعاريف، لكن ما وقف عليه السكان بعد أسابيع من الانتظار والتأخير لا يوحي بذلك.
شكاوى المواطنين: “فين الكراسي؟ فين الخضرة؟”
سكان الحي، ممن عايشوا سنوات من التهميش، عبروا عن استيائهم العميق لما أسموه بـ”الإسمنت البارد”. تقول إحدى السيدات القاطنات قرب الممر: “بغينا بلاصة يقدر يجلس فيها ولدي، يلعب، فين نرتاحو.. ماشي غير نافورة ومربّع فارغ بلا روح”.
آخرون تحدثوا عن غياب سلال القمامة الكافية، وانزلاق الأرضية التي تهدد سلامة الأطفال، خصوصا أثناء التساقطات. “علاش ما تفكروش في الدار البيضاء كمدينة للناس، ماشي غير للصور الرسمية والتدشينات؟”، يتساءل أحد الشباب بغضب.
المجلس يرد: “النافورة جاهزة والساحة لاستقبال أنشطة وفعاليات
في المقابل، يرد رئيس مقاطعة المعاريف عبد الصادق مرشد بأن المشروع لم ينته بعد، موضحا أن الأشغال وصلت إلى 98%، وأن النافورة الموسيقية ستشغَل قريبا، بينما سيتم إدخال عناصر خضراء لاحقا لتجميل الفضاء.
وبخصوص غياب التشجير، أكد أن موقع الساحة تم اختياره ليكون امتدادا للمركب الثقافي،.. يسمح بتنظيم فعاليات فنية وثقافية، كما هو معمول به في فضاءات عمومية مماثلة بعدد من المدن الكبرى.
لكن تبقى الأسئلة مشروعة: هل يحتاج سكان المعاريف فعلا إلى ساحة صلبة تستغل مرة أو مرتين في السنة؟ أم أن حاجتهم الحقيقية هي متنفس يومي يتنفسون فيه قليلا من الراحة والخضرة؟
في مدينة تخنق كل يوم بالإسمنت، وتطارد فيها الأشجار وتقصى الكراسي، ما تزال الساكنة تحلم بشيء بسيط: ركن صغير للهدوء، وفضاء يحترم كرامة المواطن بدل أن تفرض عليه “بشاعة اسمنتية كئيبة” لا تمس وجدانه ولا حاجاته اليومية.