بعد تأجيلات متكررة منذ 2022، يستعد المغرب لدخول مرحلة جديدة في قطاع الطاقة، حيث ستبدأ أول وحدة مغربية لتسييل الغاز الطبيعي عملها بحلول نهاية 2025. ووفقا لمصدر مطلع، ستبدأ هذه المنشأة بإنتاج 100 مليون متر مكعب سنويا، قبل أن تتوسع قدرتها الإنتاجية إلى 400 مليون متر مكعب، ما سيمكن البلاد من تأمين 40% من احتياجاتها الغازية مما سيقلل الحاجة إلى الاستيراد.
بداية الإنتاج في الصيف والتسويق في الخريف
من المتوقع أن يدخل المصنع، الذي بدأ تشييده في فبراير 2022، مرحلة التشغيل التجريبي خلال الصيف المقبل، حيث ستخضع المنشأة لاختبارات إنتاجية تستمر لمدة ثلاثة أشهر، يعقبها بدء التسويق الفعلي في أكتوبر.
وسيتم تسويق الغاز الطبيعي المسال إلى شركة أفريقيا غاز، حيث سيتم استخراجه من احتياطات حقل تندرارة، الذي يضم مخزونا يتجاوز 10 مليارات متر مكعب. وبحلول الخريف، ستتولى شاحنات تابعة للمجموعة نقل الغاز إلى زبائنها من الشركات والمصانع التي تعتمد على الغاز الطبيعي في أنشطتها الصناعية.
رفع الإنتاج إلى 400 مليون متر مكعب لخفض التبعية الطاقية
يرى الخبراء أن الآفاق المستقبلية لحقل تندرارة واعدة،.. إذ أن استثمارات شركة Sound Energy ستتيح حفر بئرين جديدتين بميزانية تبلغ 25 مليون دولار،.. ما سيمكن من مضاعفة الإنتاج السنوي إلى 400 مليون متر مكعب بحلول 2026 أو 2027.
وسيتيح هذا التوسع تأمين احتياجات العديد من القطاعات الحيوية،.. مثل محطات الكهرباء التابعة للمكتب الوطني للكهرباء والماء، إضافة إلى الشركات الكبرى العاملة في مجالات الصلب،.. المعادن، الفوسفاط، والسيراميك.
جدير بالذكر أن المغرب يستورد حاليا مليار متر مكعب سنويا عبر أنبوب الغاز المغاربي الأوروبي (GME)،.. مما يجعل الاكتفاء الذاتي أولوية اقتصادية واستراتيجية، خاصة في ظل التقلبات العالمية في أسعار الطاقة.
استثمارات “ماناجم” تسرع مشاريع الغاز والبنية التحتية
أحد العوامل الحاسمة في تسريع تنفيذ هذه المشاريع هو دخول مجموعة ماناجم على خط الاستثمارات،.. حيث قامت بشراء 55% من أسهم Sound Energy مقابل 45 مليون دولار.
هذا الاستثمار منح المشروع زخما جديدا، حيث أكد مصدر مطلع أن بناء خط أنابيب بطول 120 كيلومترا،.. يربط موقع تندرارة بأنبوب GME، بات على وشك الانطلاق بعد سلسلة من التأجيلات منذ 2022.
وتقدر تكلفة هذا المشروع بنحو 400 مليون دولار، وهو استثمار استراتيجي لضمان توزيع الغاز المنتج محليا.
إلى جانب الغاز الطبيعي، فإن دخول “ماناجيم” كمساهم رئيسي في Sound Energy قد فتح الباب أمام استكشاف الهيدروجين الأبيض، وهو مصدر طاقة مستدام يوجد بشكل طبيعي في باطن الأرض.
وتشير التقديرات إلى أن الطلب العالمي على الهيدروجين الأبيض قد يصل إلى 200 مليون طن سنويا بحلول 2050،.. ما يجعل من استثمارات Sound Energy في هذا المجال متماشية مع توجهات المغرب في مجال الطاقات المتجددة،.. وتعزيز موقعه كلاعب رئيسي في السوق العالمية للطاقة النظيفة.