أعرب سفير المغرب في لندن، حكيم الحجوي، عن إيمانه بأن المغرب يقدم للمملكة المتحدة فرصا هائلة للتعاون الاقتصادي، تتجاوز حدود صادرات المنتجات الفلاحية. وتأتي هذه التصريحات في سياق استعراض التحولات في العلاقات الثنائية بعد خروج المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي.
في حديثه لصحيفة “دايلي إكسبريس” البريطانية، أشار الحجوي إلى أن العلاقات الثقافية بين المغرب وبريطانيا تشهد تقاربا أكبر مقارنة بالعلاقة مع فرنسا. ورغم ذلك، شدد على أهمية صدور اعتراف صريح بالسيادة المغربية على الصحراء لتطوير هذه العلاقة.
وفي سياق الشراكة الاقتصادية، أكد السفير أن المنتجات الفلاحية المغربية، مثل الطماطم التي تمثل نسبة كبيرة من واردات بريطانيا، تعتبر بديلا ممتازا وأرخص من المنتجات الأوروبية المماثلة.
إقرأ أيضا: طبيب جراح يعود للعمل في المغرب بعد إدانته بجرائم جنسية في بريطانيا
وأكد السفير المغربي أن المغرب يتيح فرصا هائلة في مجال الطاقة الخضراء، ويمتلك القدرة على تعزيز الأمان الطاقي لشركائه الاستراتيجيين. كما أشار إلى أن المغرب ينتج 700 ألف سيارة سنويا، مما يمثل مجالا اقتصاديا ناميا، ويرى فيه آفاقا واعدة للشراكة في مجالي الأعمال والأمن.
كما أشار السفير المغربي على تحول الثقافة المغربية نحو بريطانيا، واهتمام الأجيال الشابة باللغة الإنجليزية، الأمر الذي يعزز التواصل السهل والفعال في مجال الأعمال.
الصحراء المغربية مفتاح تعزيز التعاون
أكد السفير المغربي في لندن، حكيم الحجوي، أن المغرب يشكل بوابة لأفريقيا بالنسبة للمملكة المتحدة. ومن خلال الإمكانيات الهائلة في مجال التجارة والاستثمار، يقدم المغرب فرصا كبيرة لهذا البلد الأوروبي. وليس فقط ذلك، بل يتيح للمملكة المتحدة استغلال إمكانيات أفريقيا، التي من المتوقع أن تصبح أكبر سوق استهلاكية في المستقبل.
وفي هذا السياق، أشار الحجوي إلى أن المغرب يعد ثاني أكبر مستثمر في القارة الأفريقية. حيث يتجه ثلثي استثماراته إلى هذه المنطقة. وأضاف أن التعاون بين المغرب والمملكة المتحدة يتجاوز المجال الاقتصادي إلى المجال الأمني. إذ يعتبر المغرب “لاعبا إقليميا رئيسيا في منطقة شمال إفريقيا والشرق الأوسط”. ويساهم بشكل كبير في دعم الاستقرار، إمدادات المواد الغذائية والطاقة،.. فضلا عن نشاطه في المجالين الدفاع والاستخباراتي.
ومع ذلك، أشارت الصحيفة إلى أن أي تطور في هذا الاتجاه قد يكون مرتبطا بقضية الصحراء. متوقعة أن تتخذ لندن مواقف مشابهة لشركائها الدوليين كالولايات المتحدة وإسبانيا وألمانيا وهولندا.
وفي إجابته على هذه التوقعات، أكد السفير المغربي أن المغرب حصل خلال السنوات الماضية على دعم هائل من واشنطن وعدة دول أوروبية، مشيرًا إلى أن الدول العربية والإفريقية قامت بإطلاق قنصليات في مدن الصحراء، ما يعد اعترافًا واضحًا بالسيادة المغربية في المنطقة. وختم حديثه بسؤال مهم: “ماذا عن المملكة المتحدة؟”.