تحول اعتصام فردي بعيد غروب شمس الجمعة في دوار “أولاد يوسف” نواحي بني ملال إلى مأساة حقيقية، بعدما انتهى بسقوط المحتج من فوق خزان مائي شاهق، في مشهد مروع وثقته كاميرات محلية.
الرجل الذي اعتلى الخزان منذ 24 يونيو، احتجاجا على ما وصفه بتجاهل السلطات لطلبه فتح تحقيق في وفاة والده، وجد نفسه خلال تدخل أمني، معلقا بين السماء والأرض، بعدما لف حبلا حول عنقه. وعند اقتراب عناصر فرقة متخصصة من الدرك الملكي، فقد توازنه وسقط بشكل مفاجئ، فيما كان جسده يتدلى من الحبل لثوان قبل أن يقطع أحد العناصر الحبل في محاولة يائسة لإنقاذه، ليرتطم بالأرض بقوة.
نقل الضحية على وجه السرعة إلى المستشفى الجهوي ببني ملال، حيث ما يزال في حالة حرجة داخل قسم الإنعاش، وسط ذهول وقلق شديدين في صفوف الساكنة والرأي العام المحلي.
المأساة لم تبدأ هنا. فقد أقدم الرجل يوما قبل الحادث على احتجاز عنصر من الوقاية المدنية كان يحاول ثنيه عن الاعتصام، قبل أن يعتدي عليه بعصا ويكبله بطريقة وصفت بـ”الوحشية”، قبل أن يقوم برميه من فوق الخزان ليسقط على وسادة هوائية للوقاية المدنية، ما استدعى نقله في وضعية حرجة إلى قسم المستعجلات.