في تطور جديد لملف “كاريان بيه” بعمالة مقاطعات عين السبع الحي المحمدي، شرعت مجموعة من الأسر، منذ بداية الأسبوع الجاري، في توقيع عقود الاستفادة من الشقق السكنية التي خصصتها لهم السلطات، وذلك بعد أسابيع من التوتر والاحتجاجات التي شهدها محيط الحي الصفيحي المهدوم.
الأسر المعنية، والتي عانت لسنوات من ظروف عيش صعبة وسط البراريك، بدأت تنتقل تدريجيا إلى الشقق المتواجدة بتراب عمالة مولاي رشيد، حيث من المنتظر أن يستقر باقي المستفيدين تباعا، ما سيضع حدا لمعاناتهم مع الكراء المؤقت بعد عملية الهدم.
وحسب ما أكدته مصادر محلية، فإن زيارات ميدانية نظمتها الأسر نحو موقع المشروع لعبت دورا حاسما في طمأنتهم، بعدما وقفوا على توفر مرافق أساسية كالمساحات الخضراء وفضاءات اللعب، إضافة إلى مسجد ومؤسسات تعليمية بمستوييها الابتدائي والثانوي، ومركز صحي ودائرة أمنية، وهو ما اعتبر ردا عمليا على محاولات التشويش التي استهدفت العملية.
السلطات شددت من جانبها على أن تنزيل المشروع اعتمد مقاربة تشاركية،.. إذ جرى تنظيم أولى جلسات القرعة يوم الجمعة 15 غشت 2025، بحضور ممثلين عن الساكنة وفعاليات جمعوية، وشملت ما يقارب 596 أسرة. واعتبرت هذه الخطوة عاملا أساسيا في ترسيخ الثقة بين الساكنة والجهات المشرفة.
غير أن نجاح العملية لم يمر دون اعتراضات، حيث حاول بعض الأفراد، ممن لا يستوفون شروط الاستفادة،.. خلق بلبلة عبر وقفات احتجاجية متكررة، رافضين المشروع بدعوى أن موقعه بعيد ويفتقر لشروط العيش الكريم.
ويأتي هذا الترحيل في إطار الاتفاقية الجهوية لإعادة إسكان ساكنة دور الصفيح بجهة الدار البيضاء ـ سطات،.. بعد إحصاء ما يقارب 2023 براكة كانت تؤوي 2843 أسرة،.. وهو رقم يعكس حجم التحدي الذي واجهته السلطات لإنهاء ظاهرة السكن غير اللائق بالمنطقة.