في خطوة جديدة تسعى الجزائر من خلالها للتأثير على الساحة الدولية فيما يخص قضية الصحراء المغربية، حاولت الأخيرة تمرير مواقف سلوفينيا بشكل مضلل، مستغلة زيارة مسؤولها الحكومي إلى العاصمة السلوفينية. فقد عمدت الجزائر إلى نقل تصريحات مشوهة من اجتماع جمع بين وزيرها ومسؤولين سلوفينيين، محاولة تصوير دعم سلوفينيا لما يعرف بـ”حق تقرير المصير” في الصحراء، بينما الحقائق تؤكد أن هذا الموقف المزعوم لم يظهر في أي من البيانات الرسمية للسلوفينيين.
وسائل إعلام جزائرية تنشر أخبارا كاذبة حول موقف سلوفينيا من الصحراء
وسائل الإعلام الجزائرية سرعان ما استغلت هذه التصريحات المحورة وأطلقت حملة واسعة للترويج لما وصفته بتكذيب الادعاءات المغربية حول إشادة سلوفينيا بمقترح الحكم الذاتي الذي اقترحته الرباط. إلا أن بيان وزارة الخارجية السلوفينية، الذي نشر على موقعها الرسمي،.. أكد أن دعم سلوفينيا يقتصر على العملية التي تقودها الأمم المتحدة،.. داعية إلى إيجاد حل سياسي مقبول للأطراف دون أي ذكر لتقرير المصير أو الشعب الصحراوي.
هذا التصريح ينسجم مع ما سبق أن عبرت عنه سلوفينيا في زيارة سابقة لمسؤولتها للرباط،.. حيث تم الإشادة بمقترح الحكم الذاتي المغربي باعتباره حلا واقعيا وقابلا للتنفيذ. وقد أعيد تأكيد هذه المواقف الرسمية خلال الاجتماع الأخير،.. مما يثبت أن التصريحات الجزائرية ليست سوى محاولة للتأثير على الرأي العام.
محللون في الشؤون الدولية أشاروا إلى أن تحركات الجزائر تأتي في سياق استعداد مجلس الأمن لإصدار قرار جديد بشأن الصحراء المغربية خلال شهر أكتوبر المقبل. ويقول هؤلاء الخبراء إن هذه المحاولات الجزائرية المعتادة، التي تسعى لتوريط دول ذات عضوية غير دائمة في المجلس،.. لن تكون فعالة هذه المرة، نظرا لأن الأعضاء الدائمين يميلون لدعم المغرب. كما أوضحوا أن سلوفينيا، التي تسعى للحفاظ على علاقاتها مع كلا البلدين،.. ستظل ملتزمة بدعم جهود الأمم المتحدة لحل النزاع بعيدا عن أي انحياز لطرف على حساب الآخر.
في خضم هذه المحاولات الجزائرية اليائسة، يشير مراقبون إلى أن دول أوروبا الشرقية، بما في ذلك سلوفينيا،.. تركز حاليا على تعزيز علاقاتها الاقتصادية مع القوى الإقليمية المؤثرة مثل المغرب،.. في ظل التوترات الدولية الناتجة عن النزاعات في مناطق أخرى من العالم.