الأكثر مشاهدة

سمك السردين يصل إلى 20 درهما.. هل انتهى زمن “أكلة الفقراء”؟

غابت رائحة السردين عن موائد البيضاويين هذه الأيام، بعدما شهدت أسواق مدينة الدار البيضاء اختفاء شبه كلي لهذا السمك الذي اعتاد المواطنون على اقتنائه يوميا، باعتباره الأكثر شعبية وتوفرا.

هذا الغياب لم يمر مرور الكرام، فقد صاحبه ارتفاع صاروخي في أسعار الأسماك الأخرى، حيث بلغ ثمن “لانشوبا” 20 درهما للكيلوغرام، في حين استقر سعر “الكابيلا” عند 10 دراهم، وفق ما صرح به أحد المهنيين العاملين بسوق الجملة.

وضعية مثيرة للقلق أرجعها عدد من البحارة إلى ثلاثة عوامل أساسية: قلة المصطادات، وتأثير التغيرات المناخية على النشاط البحري، ثم الارتفاع المتواصل في تكلفة المحروقات، خاصة ثمن الغازوال البحري الذي أصبح يشكل عبئا ثقيلا على مراكب الصيد الصغيرة والمتوسطة.

- Ad -

ويرى المتتبعون أن ما تعيشه أسواق البيضاء اليوم ليس سوى صورة مصغرة لأزمة أعمق تضرب قطاع الصيد البحري في المغرب، حيث باتت كلفة الخروج في رحلة صيد واحدة تتجاوز بكثير الأرباح الممكن تحقيقها، ما دفع العديد من البحارة إلى توقيف نشاطهم بشكل مؤقت، في انتظار تحسن الشروط المناخية أو مراجعة أسعار المحروقات.

وتتقاطع هذه المعطيات مع التحذيرات التي أطلقتها جمعيات مهنية منذ شهور، بخصوص تراجع الكتلة السمكية بالمياه الساحلية نتيجة الاستنزاف، وغياب الراحة البيولوجية المنظمة، إلى جانب غياب الدعم الحكومي الموجه للمهنيين في ظل التقلبات الاقتصادية.

في المقابل، يطالب المواطنون بتدخل فوري من وزارة الفلاحة والصيد البحري لضبط السوق، وتوفير آليات دعم خاصة بالبحارة الصغار، لأن استمرار الوضع على ما هو عليه ينذر بحرمان فئات واسعة من المواطنين من مادة كانت تعرف سابقا بلقب “سمك الفقراء”.

مقالات ذات صلة