انتشر على وسائل التواصل الاجتماعي صور تظهر سيارة إسعاف تابعة لإحدى الجماعات القروية بإقليم أزيلال تستخدم في جمع النفايات ونقل مواد البناء، ما أثار غضب واستياء المواطنين الذين طالبوا بفتح تحقيق فوري لمحاسبة المتورطين في هذا الاستخدام الذي وصفوه بالمهين.
فيما أكدت مصادر محلية صحة هذه الصور،.. مشيرة إلى أن المشكلة تعود إلى النقص الحاد في الموارد والخدمات الأساسية التي تعاني منها المنطقة. الجماعة، التي استلمت إدارة شؤون النفايات مؤخرا،.. كانت مضطرة للاستعانة بهذه السيارة بعدما تعطل البديل المتوفر،.. وهو دراجة ثلاثية العجلات كانت تستخدم في جمع النفايات. المسؤولون في الجماعة برروا الأمر بأن سيارة الإسعاف كانت مركونة لسنوات دون استخدام، ولم تكن تقدم أي خدمة فعلية للسكان، مما دفعهم إلى استخدامها في هذا السياق الطارئ.
وذهب أحد المسؤولين إلى القول بأن الضجة المثارة حول هذه المسألة ربما تكون بدوافع سياسية،.. مشيرا إلى أن السيارة نفسها سبق واستخدمت في برنامج تنموي لمدة ثلاثة أشهر دون أن تثير أي اعتراض.
سيارة إسعاف تخدم مسجد بدل المرضى
أما فيما يتعلق بنقل مواد البناء،.. فقد أوضح المسؤولون أن المواد التي تم نقلها عبارة عن وحدات طوب تبرع بها أحد المواطنين لاستكمال بناء مسجد في الجماعة. ويذكر أن المسجد، الذي بلغت تكلفته حوالي 196 مليون سنتيم، من المتوقع أن يتم افتتاحه قريبا بحضور عامل الإقليم.
من جهة أخرى، أشار نشطاء محليون إلى أن الجماعة تعاني من نقص كبير في سيارات الإسعاف،.. ما يعرض حياة السكان للخطر، خصوصا في حالات الطوارئ. وذكروا حادثة تسمم جماعي وقعت قبل أيام،.. حيث اضطر المواطنون لنقل المصابين بسياراتهم الخاصة بسبب عدم توفر سيارة إسعاف. ويعتبر هؤلاء النشطاء أن استخدام سيارة الإسعاف لأغراض أخرى هو تصرف غير مقبول ويستدعي تدخلا سريعا من الجهات المعنية لوقف هذا التلاعب بمصالح المواطنين.
كما أثاروا تساؤلات حول مصير التجهيزات التي كانت داخل السيارة عند اقتنائها بتمويل من صندوق المبادرة الوطنية للتنمية البشرية،.. مشيرين إلى أن ما يحدث يعكس سوء إدارة الموارد العامة وهدر المال العام في مشروعات كان من المفترض أن تخدم السكان وتخفف من معاناتهم.