كشفت السلطات الهندية عن حالة غير مسبوقة، بعدما عثرت على سيدة روسية رفقة ابنتيها، تعيش منذ سنوات داخل كهف وسط غابات الجنوب الهندي، دون وثائق إقامة قانونية، في سيناريو أثار دهشة الرأي العام المحلي والدولي.
الواقعة تعود ليوم 9 يوليوز 2025، حين كان مفتشو الغابات يباشرون جولة روتينية بتلة “راماتيرثا” الساحلية الواقعة بولاية كارناتاكا، وهي منطقة تصنف ضمن المواقع السياحية المعرضة للانهيارات الأرضية، حيث صادفوا وجود المرأة رفقة طفلتيها، تعيش في كهف بعيد عن الأنظار.
السيدة، التي تم تحديد هويتها باسم نينا كوتينا، تبلغ من العمر 40 عاما، وترافقها طفلتان تبلغان من العمر ست وأربع سنوات. التحقيقات الأولية أكدت أن تأشيرتها انتهت منذ أبريل 2017، أي قبل ثماني سنوات كاملة، حيث كانت قد دخلت البلاد عبر ولاية غوا بتأشيرة عمل، قبل أن تغادر نحو نيبال ثم تعود مجددا للهند.
وحسب بلاغ صادر عن الشرطة المحلية بقيادة المفتش نارايانا، فإن الأم أبدت ترددا في الكشف عن تفاصيل جواز سفرها ووثائق طفلتيها، كما لم تصرح بشكل قاطع عن جنسية ابنتيها أو مكان ولادتهما. إلا أنها أقرت في تصريح صحفي لوسيلة “ANI” الهندية، بأنها قضت سنوات طويلة رفقة ابنتيها في الطبيعة، تمارس الرسم والخزف وتسبح في الشلالات.
وفي لهجة دفاعية، قالت نينا: “لم أحضر طفلتي ليموتا في الغابة… بل كنا نعيش سعداء. لدينا خبرة طويلة في الحياة في الطبيعة، ولم نشعر بالسوء”. لكنها، في المقابل، لم تنكر أن تأشيرتها قد “انتهت منذ مدة قصيرة”، بحسب تعبيرها.
هربت من العالم واختارت الغابة.. وفقدت إبنا في ظروف غامضة
مصادر أمنية أكدت أن السيدة فقدت ابنا لها في ولاية غوا، لكنها رفضت الحديث عن تفاصيل الحادث، مفضلة الحفاظ على خصوصية الموضوع. كما شدد المسؤول الأمني على أن استمرار إقامتها طيلة هذه السنوات خارج أعين السلطات يمثل “مشكلة أمنية حقيقية”، مشيرا إلى ضرورة تطبيق المساطر القانونية.
السلطات الهندية لم تخف اندهاشها من قدرة امرأة على العيش في ظروف صعبة داخل كهف، ومعها طفلتان صغيرتان، لأيام بل لسنوات، دون دعم خارجي، وهو ما وصفه المسؤول الأمني بـ”أمر مذهل يتطلب التحقيق والتدقيق”.
وفيما تفضل السيدة البقاء في قلب الطبيعة، يبدو أن الإجراءات القانونية في طريقها لأن تجبرها على مغادرة حياة الكهوف، والعودة إلى الواقع الذي هربت منه منذ سنوات.