أطلق السيناتور الأمريكي الجمهوري جو ويلسون هجوما لاذعا على الرئيس التونسي قيس سعيد، واصفا إياه بـ”الطاغية”، وذلك بعد الحكم القضائي الذي صدر بحق الرئيس التونسي الأسبق منصف المرزوقي بالسجن 22 سنة. تصريحات ويلسون، التي جاءت في تغريدة نشرها على منصة X (تويتر سابقا)، تعكس قلقا أمريكيا متزايدا إزاء مستقبل الديمقراطية في تونس.
السيناتور لم يكتف بالتنديد بالحكم، بل ذهب إلى أبعد من ذلك حين وصف قيس سعيد بأنه “أستاذ في قانون الغاب”، في إشارة إلى أن الرجل الذي يقدم نفسه كأستاذ للقانون الدستوري لا يحترم أبسط مبادئ العدالة والمؤسسات الديمقراطية، وفق تعبيره.

وكان القضاء التونسي قد أدان المنصف المرزوقي، المعارض الشرس لقيس سعيّد، بتهم ترتبط بمواقفه السياسية وخطاباته الإعلامية التي وجه فيها انتقادات حادة للنظام القائم. الحكم بسجنه 22 سنة أثار موجة من الانتقادات داخل تونس وخارجها، وفتح بابا واسعا للحديث عن “الردة الديمقراطية” التي تعيشها البلاد منذ تولي سعيّد السلطة بقرارات استثنائية عام 2021.
تصريحات السيناتور الأمريكي، وهو عضو بارز في الكونغرس الأمريكي عن الحزب الجمهوري،.. اعتبرها متابعون إشارة صريحة إلى تزايد العزلة الدولية للنظام التونسي الحالي. ويلسون أرفق تغريدته بجملة لافتة قال فيها إن الحكم لا يتعلق بجرائم حقيقية، بل فقط “لأن المرزوقي خصم سياسي”.
الرئيس سعيد، الذي يواجه انتقادات داخلية واسعة بسبب قراراته الانفرادية بتعليق العمل بالدستور وحل المؤسسات المنتخبة،.. يجد نفسه اليوم في مرمى نيران الانتقادات الدولية،.. خصوصا مع تزايد تقارير المنظمات الحقوقية التي تتحدث عن تراجع الحريات وتكميم الأصوات المعارضة في البلاد.
ورغم أن السلطات التونسية لم تصدر بعد أي رد رسمي على تصريحات السيناتور الأمريكي،.. فإن مراقبين يرون أن الحرج الدولي آخذ في التزايد،.. مما قد يحرج تونس في علاقاتها مع شركائها التقليديين وعلى رأسهم الولايات المتحدة.